الرئيسية / كتاب الموقع / الشيخ محمد موسى ذيابات.. زمن الطيبين

الشيخ محمد موسى ذيابات.. زمن الطيبين

بسام السلمان

كنت كلما التقيت بصديق والدي رحمه الله ورحم كل اموات الاهل وكل عزيز اشعر بأن والدي ما زال بيننا، فأنني عندما كنت ارى العم ابو مالك ذيابات كنت اراه بعيني والدي صديقه منذ الطفولة وامتدادا للشباب حتى وفاة والدي رحمه الله، فالجلوس معهما، وقد كنت كثيرا ما اجالسهم تشعر ان بين سطورهم حكاية قديمة تجلت فيها رجولة الرجال ومحبة الاخوان واخلاص الاصدقاء، فكلما كنت اراه رحمه الله كنت اشعر بأني ارى والدي ما زال حيا.

وكلما التقيت بصديق قديم لوالدي اقول ان الدنيا ما زالت بألف خير وتأتيك مشاعر الشوق للذين رحلوا عنا. وكلما رأيت ” ابو مالك ” بلحيته البيضاء الطويلة والجميلة جدا تذكرت ايام كانا في القوات المسلحة وأيام كانا يلعبان في فريق واحد لكرة القدم، واذكر وانا كنت ايامها في الصف الرابع الابتدائي، على ما اظن كان العام 1974 جاء فريقهما ليلعب مع فريق الرمثا على الملعب الترابي القديم، مكان الصالة الرياضية الان، وقد فاز فريق الرمثا على فريقهما بنتيجة كبيرة، وكان والدي يلعب جناح يمين وكان العم ابو مالك يلعب حارس مرمى، وبسبب المباراة تأخرت عن المدرسة  وتعرضت للعقاب.

وقبل ان اختم بالدعاء لهما اود ان اذكر شيئا، انه في عام 1981 وكنت وقتها في الصف الثاني ثانوي، قبل التوجيهي بعام، كان بزيارتنا هو وتاجر لبناني وقد التقطت لهم صورة فورية من كميرتي الخاصة، ما زلت احتفظ بالصورة، اذكر انه خلال السهرة همس العم ” ابو مالك ” في اذني سرا وقال لي لا يعلم بهذا السر الا انت وشخص واحد، وقتها ضحكنا جدا وكنت سعيدا جدا لانه ائْتَمَنَنِي

على سره.

رحم الله العم محمد موسى الذيابات ابو مالك والذي كان رجلا من زمان الطيبين والذي كان عصاميا عمل بجهد وجد حتى استطاع ان يبني بيتا عامرا بما فيه وتجارة لها اسمها في عالم الاعمال ورحم الله صديقه العزيز والدي ورحم الله جميع اموات المسلمين.