الرئيسية / كتاب الموقع / رجا العبد العال.. معلم من زمن الطيبين

رجا العبد العال.. معلم من زمن الطيبين

بسام السلمان

كل ما رأيت مدرسة من المدارس أتذكر تلك الذكريات الجميلة، الطفولة والشباب والزملاء والأساتذة، فلهم كل التقدير والاحترام وأتذكر معها أبيات أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته الطويلة يصف فيها دور المعلم الإيجابي ودورنا تجاهه حينما قال:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أشرف أو أجل من الذي

يبني وينشئ أنفسا وعقولا

أتذكر الصفوف المدرسية الصغيرة التي استوعبت مقاعدنا، واتذكر مقاعدنا التي كنا نُحشر فيها ثلاثة او اربعة طلاب متلاصقين بمحبة، واتذكر كيف كان بعض المعلمين يدير الحصة الدراسية ـ مع قلة الوسائل التعليمية المتاحة إذا ما قورنت بالوسائل المتوافرة الآن ـ بكل مهارة.

وأتذكر بسعادة كرة القدم في الملعب الصغير والكشافة والرحلات المدرسية والتجهيز لتلك الرحلات والتدريب على حركات رياضية للمهرجان العام لمدارس المملكة، ولقد كان للمعلمين دور كبير في اكتشاف الطاقات الكامنة فينا، والمعلم ولا استثني منهم احدا كان سببا في تميز اكثر الشخصيات في حياتهم المهنية، فدور المعلم اكبر من تلقين الطلاب المنهج الدراسي، فكم من قاض، وطبيب، ومهندس، وطيار، ومحاسب، وفني، وإداري، ورجل أعمال، ومحام، ما كان ان يصل الى ما وصل إليه بعد توفيق الله إلا بجهود المعلم في زرع حب التعلم، والمعرفة وتنمية عقول الأبناء، وتشجيعهم على المنافسة في التحصيل العلمي. نعم ما زلنا نحب مدرستنا وكان السبب وراء ذلك عطاء المعلمين، وبحبهم لنا تميزنا.

من معلمي الزمن الجميل استاذ الجغرافيا في مدرسة الارقام ايام كانت في الموقع الحالي لمدرسة ام كلثوم، استاذي رجا العبد العال الزعبي وكان مدير المدرسة المرحوم الاستاذ محمد ابو قاسم الحمد، واذكر من ابناء صفي احمد حسن سعود الزعبي وسامي اللحام وغازي علي الداود واحمد موسى الداود ومحمد علي الدوقراني وحسين فضل العزايزة خالد فلاح السلمان موفق سليمان السلمان وخالد حمد وعدنان بديوي وعوض بديوي وعبد الحي اسماعيل السلمان وناجي السميرات واحمد ديباجة ومحمد طالب خويلة وادريس خويلة ومحمد صالح السقار وهاني ابو هضيب مع الاعتذار ان سهوت عن اي حبيب وصديق، كل هؤلاء يذكرون حسة الاستاذ رجا والذي كان استاذي سابقا وصديقي الان.

ويكفينا فخر بك استاذ رجا انك ما زلت تذكر في اي جلسة نلتقي فيها مع احد اولاد الصف وقبل ذلك البشرى من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير» رواه الترمذي.

أستاذي الكريم.. أتمنى ان يكون اسمك ممن تذكره الألسن بكل بهجة ومفخرة وتدعو له فكم من أبواب الخير ستفتح لك، وأبواب من الشر ستصرف عنك من خلال هذه الدعوات، فعطاؤكم في الحقيقة هو عطاء لنهضة الأمة، وبناء لحضارة تشيد على أيديكم. فأنا عندما أشاهد شريط مرحلتي الإبتدائية على شاشة مخيلتي، يهيمن على مشهد حصة أستاذ الجغرافيا والتاريخ الذي كنا نهابه بمحبة واحترام وتقدير لدرجة اننا كنا نهرب ان رأيناه في الشارع العام.

أستاذي الجميل لو يعلم الغافلون الأثر الذي تركته انت وجميع المعلمين في عقل وروح كل تلميذ من تلامذتك، ولو علموا بمكانتك في أعين الأطفال والمراهقين لخجلوا من ان ينظروا الى المعلم نظرة دونية واقل من الواجب. نحن أبناؤكم وأنتم مصدر إلهامنا وقوتنا، مهنتكم أشرف المهن وأكثرها تأثيرا على مسار المجتمع، فتقدم المجتمع أو تخلفه رهين بوعي أساتذته ومعلميه.

استاذي رجا العبد العال الزعبي لكم كل الثناء مني ومن كل من كان طالبا في صفك وسامحك الله وغفر لك ورزقك عمرا سعيد جميلا.

تعليق واحد

  1. انا احدى طالبات استاذي الفاضل الخلوق رجا العبدالعال المحترم
    ولقد عشقت مادة التاريخ والفضل لك استاذي وباسلوبك القصصي الممتع
    بارك الله في صحتك وعمرك استاذي الفاضل
    ولا انسى استاذ مادة الجغرافيه استاذي يوسف العبدالعال (ابو عصام ) بارك الله في صحته وعافيته وعمره
    اللهم امين