الرئيسية / كتاب الموقع / مفلح سليم الشقران..حبيب ابوي

مفلح سليم الشقران..حبيب ابوي

 

بسام السلمان

بكى عليه بدموع غزيرة، كانت المرة الاولى والوحيدة التي ارى فيها ابي يبكي، وكأن الزمن توقف بحيث لم تذهب تلك اللحظات من خاطري ولا من ذاكرتي كان الزمان شهر أب ” 8 من عام 1968 ” بكى رفيقه وصديقه وحبيبه مفلح سليم الشقران، وعندما سألت امي لماذا يبكي ابي قالت” مات صديقه واخوه وحبيبه، مات ابو وليد..” قالت كلماتها وبكت هي ايضا، كانا معا ليل نهار، سهرا في ليل الرمثا ولعبا في ساحاتها، وسارا في شوارعها وحاراتها عشقا ومحبة واخوة، فلقد كانا دائما معا، لقد كانا من الرجال الذين عشقوا قريتهم الرمثا وزرعوا في صدورنا حبها.

واسمحوا لي ان اعود بكم الى الوراء، الى ذلك التاريخ الذي بكت فيه الرمثا اجمل شبابها، كان جميلا في كل شيء،  كان وجهه باسما وكلامه لينا فأحبه الناس وقدروه واحترموه. ولانه جميل الروح فقد كان يحمل في قلبه سلام ومحبة وجمال وفرح وانسانية، كان هم ” ابو الوليد ” ان يسعد كل من يعرف وحتى من لا يعرف.

في ذلك اليوم الحار من شهر آب ” 8 ” بكت الرمثا احد شبابها، كنت وقتها ابن خمسة اعوام.، كنت في ساحة جدي مفلح وعمي سليمان” في الحاكورة ” حيث كانت الدار واحدة ولم يكن شقها الشارع الى نصفين، كانت الرمثا مليئة بالبيادر، وكانت البيوت متجاورة بالقلوب والنوافذ وسمر الليالي ومحبة ساكنيها، عندما وصل خبر السؤ رأيت كل من في حارتنا القبلية يبكي، ليس فقط ابي من بكى على صديقه وانما كل الناس الذين رأيتهم كانوا يبكون، فلقد مات فارس من فرسان الرمثا المحبوبين، وعندما سمعت من امي سبب بكاء ابي بكيت، وما زالت جملة امي عالقة في ذهني رغم انني كنت طفلا صغيرا جدا، لكنني لا ولن انسى حزن ابي على رفيق دربه وصديق طفولته وشبابه.

مضت عشرات السنين على وفاة عمي مفلح سليم الشقران والد لاعب نادي الرمثا والمنتخب وليد الشقران واسامة ومحمد وسليم ومفلح وما زلت كلما تحدثت عن ابي اتحدث عن صديقه ورفيقه وفقيده، ولا انسى تلك طيبة القلب وحبيبته ابنته منى والتي اتقدم منها بالشكر الجزيل فلقد زودتني بصورة المرحوم.

واخيرا فإن الاماكن وان خلت احيانا من أولئك الأحباب الرائعون بأرواحهم، لكنهم يتربّعون على شرفات القلب دائماً وأبدا.

رحم الله العم مفلح السليم ” ابو الوليد ” وادخله فسيح جناته ورحم الله والدي ووالدتي ورحم الله وليد مفلح السليم.

2 تعليقات

  1. مؤرخ/ مش شقراني ولا من الحارة القبلية

    لم تذكر يا بسام أن أبو الوليد كان لاعباً مجيداً في كرة القدم في المنتخب العسكري، وأن الأسطورة وليد الشقران كان صورة أبيه فيها رحمهما الله.

    وهي دعوة للرمثا نت لتسليط الضوء على إنجازات الرعيل الأول الرمثاوي في دنيا كرة القدم بما يتوفر لدى عائلاتهم من صور فوتوغرافية من الملاعب.

    فعلى سبيل المثال روى لي لاعب قديم من خارج الرمثا أن قائد الجيش الأردني في الخمسينات إجتمع بلاعبي المنتخب العسكري الذاهبين لدمشق، ونقل لهم رغبة القيادة السياسة والعسكرية الأردنية بالفوز في مباراتهم القادمة على المنتخب السوري، وذلك بسبب المناكفات السياسية الشديدة بين البلدين في ذلك الوقت، وبالفعل فقد ذهب المنتخب العسكري الأردني بحماس شديد مكنه من الفوز على نظيره السوري بثلاثة أهداف أحرزها علي السليم (علي جو) رحمه الله.

  2. اشكرك اخوي ابو احمد على هذه اللفته
    ورحم الله والدك عمي ابو بسام ورحم والدي وخيي نظر عيني وليد
    ورحم الله كل من فارقنا وترك في القلب غصه
    وربي يسكنهم جنات النعيم ونلتقي حول نهر الكوثر في صحبة نبينا محمد صلوات الله عليه وسلم