الرئيسية / كتاب الموقع / شباب واحزاب

شباب واحزاب

بسام السلمان
اتصلت طالبة في احدى الجامعات الاردنية بعد ان قرأت مقالي الذي نُشر بالامس تحت عنوان ” التهمة حزبيّ” وقالت” انها انتسبت الى احد الاحزاب مؤخرا وبالتحديد في العشرة الاواخر من شهر رمضان وتسألني هل سيؤثر انتسابها الى الحزب على مستقبلها الوظيفي ومستقبل اخوانها ومستقبل اولادها، مؤكدة ان كل من علم انها انتسبت للحزب حذروها من هذا الامر”
وقبل مدة زارني في مكتبي مجموعة من طلبة الجامعات، وتجولوا في معرض الرمثا نت للكتاب المجاني وجلسنا نتحاور في عدة امور عندها طلب مني احدهم ان اقنع امه ان تسمح له بالانتساب لحزب جديد، ولم ينتظر ان اوافق او ارفض فقام بالاتصال بوالدته وقدم لي التلفون وقال لي ارجوك اقنع امي، امه التي حذرها اخوانها وجيرانها من تورط اولادها على حد قولها في الانتساب للاحزاب”
اما الحالة الثالثة التي اود ان اشير اليها وهي تأكيد صديق لي ان القائمين على الاحزاب هدفهم فقط المناصب والفوز بالانتخابات، وقال صديقي النشط جدا على الفيس بوك” انظر الى اغلب الاحزاب لا يوجد برامج الا الانتخابات، حتى عندما يحاول احدهم اقناعك بالانتساب للحزب فإنه اول ما يبادرك بالقول” الحزب بدعمك اذا ترشحت للانتخابات النيابية او البلدية او حتى النقابية، بدعمك ماليا ومعنويا واصوات”.
هذه الحالة التي يعيشها بعض الشباب وخاصة طلبة الجامعات وهذا الاحباط الذي يشعرون به اعتقد ان سببه اضافة الى المخزون الذهني القديم عن الاحزاب وكيف كانت الدولة تتعامل مع الحزبيين وثانيا عدم القناعة احيانا اخرى ببعض القائمين عليها، خاصة ان الاسماء نفسها تتكرر ويعاد انتاجها على رأس تلك الاحزاب ولجانها وفروعها.
وهذا ما سأل عنه النائب السابق قيس زيادين عندما قال” هل نخلق احزاب لغايات مقاعد الانتخابات القادمة ام الهدف احزاب تمتلك مقومات الديمومة؟
واضفا” الهدف من الاحزاب، ان تمتلك برامج، و هذا صحيح لكن غير كافي، الحزب يجب ان يمتلك لون سياسي وفكر ومبادىء واضحة تجمع اعضاءه ايضا .
الاحزاب يجب ان تبنى بهدوء و تكتيك و ان تمتلك مقومات الديمومة و الاستمرار. الحزب الحقيقي، اعضاءه مومنين بفكره، لذلك الحزب و نجاحه اولوية تليها مصلحة الفرد الشخصية ولا تسبقها”.
ما يحصل اليوم هو غير سليم، والسبب ان معظم الاحزاب اللامعة هي احزاب لا ترى ابعد من الانتخابات القادمة، وهذا خطر على الحزب نفسه، لا برامج حقيقية لان هذا يتطلب وقت وفكر، ولا حتى تجانس حقيقي في قضايا اساسية بين المنتسبين”.
ويضيف زيادين”ما يحصل هو توزيع مقاعد للانتخابات ووعود توزير وغيره”.
وهنا لا بد ان تكون هناك خطوات جدية من قبل الاحزاب، تبدأ اولا بالتثقيف والتدريب والتعليم ثم اقناع المنتسبين للحزب بالاصلاح، وطرح برامج سواء كانت ملائمة لما تطرحه الحكومات ومتوافقة معها او معارضه لها وان لا يكون الهدف فقط المعارضة انما يتم طرح اي برنامج بهدف الاصلاح والتقويم والتغير الايجابي. وان تم ذلك فإنه وان احتاج الى سنوات سيؤتي أُكْلَهَا ولو بعد حين.
الشباب حائرون، يعيشون في تناقض شديد بين انتسب للحزب او لا انتسب، بين المغريات التي يتم طرحها امامهم سواء كانت الاصلاح او المناصب وتفعيل دورهم او التحذيرات التي يواجهونها من اسرهم ومن بعض فئات المجتمع، وهذه الحيرة تحتاج الى كسر حاجزها بالعمل وتنفيذ البرامج والمزيد من التطمينات من قبل صناع القرار ومن القائمين على الاحزاب نفسها.
رابط مقال” التهمة حزبيّ ”

https://www.alramtha.net/ramthanewsID=61025

\