الرئيسية / كتاب الموقع / لست ُحزبياً

لست ُحزبياً

عبدالحافظ الهروط

   العلاقة مع الدكتور ذوقان عبيدات مثل ” أكل الحسك” وإن شئت القول: محبة الثوم للبصل، فقد جمعتنا وزارة الشباب  وكان أميناً عاماً لها.

عرفت شخصيته، فتعاملت معها بالحذر، والصراحة دون تزّلف أو مجاملة، والانضباط الوظيفي، والحدّة رغم هدوئه القاتل.

ولكن فكره الذي أختلف معه، لم يفسد  للود قضية، فما تزال العلاقة بيننا قائمة، وإن ْ دوامها عبر “الأونلاين”.

هذه الجردة السريعة من الكلمات، أحببت أن تكون ” تحت الحساب” ولا أقول ” تحت الحزام” لما آتي به.

قرأت للدكتور عبيدات ملاحظاته الخمس التي التقطها من ندوة حزبية عقدها منتدى السلط الثقافي.

وكعادته، فهو يضرب ويُطرِب، وله شأنه في هذا، ولكن ما استوقفني من بين تلك الملاحظات، هو انتقاده لحزب العهد الذي  انتشر في الاردن كانتشار النار في الهشيم،  زاعماً أن مرّد” كثرة أعضائه كان لكسب المناصب أو عدم تركها”.

هذه ملاحظة ليست بالمجمل دقيقة، فالحزب شكّل حالة موازية لحزب”الاخوان المسلمين” وأن غيابه -العهد- وترْك أعضائه له، ليس لأنهم كلهم طلاب مناصب، والغريب أن عبيدات يناقض نفسه، وهو يقول أن السلطة كانت تخشى تهديد الحزب لها!.

واذا كان عبيدات، ينتقي بعض الأحزاب في انتقاده بسبب معتقده، وارجاع تردّي الحالة الحزبية الى هذا الحزب وذاك، فهو يعلم كغيره، أن تردي العمل الحزبي أو الحالة السياسية بشكل عام،  مرده سياسة الدولة والذين يتخذون من الأحزاب سلّماً للصعود الى المناصب، بدعم من الجهات المتنفذة والتنفيذية، وعلى أكتاف الذين غُرّر بهم من الحزبيين.

لست مرافعاً عن “العهد” الذي انتهى عهده، ولم أكن عضواً فيه، وأنا لست حزبياً، وقد كنت “متحزباً ومتحزمّاً” بحزب آخر، في مرحلة عنفوان الشباب، عندما كان للأحزاب حراكها السري، وغادرته الى غير رجعة، لأبسط سبب، وليس لترهيب أو ترغيب من أي جهة كانت، بما فيها الجهة الأمنية.. هذه أمانة الكلمة.

قناعتي، أن أي حزب لا يحافظ على مبادئه، ولا تُطرد من ذهنية منتسبيه مصالحهم الخاصة، لتكون في خدمة المصلحة العامة، حزب، مصيره الفشل، وفعلاً، كنت محقاً في ما اتخذته.

ولأن الشيء بالشيء يُذكر، أقول إن ” الولادة الحزبية الجديدة ” وقد أُجهضت قبلها احزاب سياسية، مراراً، وما يزال يُطارد ما بقي منها، هذه الولادة، والتي يمكن وصفها بولادة الأرانب، أو التوائم، لن يُكتب لها الحياة، ذلك أن من يقودها ليس حزبياً، في الأصل، ومنهم من لم يعمل حتى في العمل العام، سوى احتلال واحتكار المناصب الرسمية، وغير الرسمية!

هل سأل الدكتور عبيدات، بحكم خبرته الحزبية وغير الحزبية، لماذا يُطلق العنان لهذا الحزب، ويوضع اللجام في فم ذاك ، ويُحظر على آخر؟!

وماذا عن أسباب هذا التهافت على الانتساب لحزب يقوده معاليه، وعطوفته، وسعادته، وفضيلته، والشيخ الفلاني، ومن رضيت عنه هذه الجهة، ولقي دعماً من تلك؟!

بعض الأحزاب أخذت تحتل وسائل إعلامية بشعارات فضفاضة تنبىء بحياة حزبية لن تموت، وبيانات تبشّر بأن الاردن قد كُتبت له الحياة مجدداً، بعد أن أوشك على( الانتحار)!

ما رأيكم يا طويل العمر؟، دام (انتقاؤكم).