الرئيسية / كتاب الموقع / ليتني مثل ياسين

ليتني مثل ياسين

بسام السلمان

يقال انه في العام 1513م هاجمت أساطيل الغزاة البرتغاليين مدينة عدن جنوب اليمن، وبعد معارك غير متكافئة تمّ احتلالها،هاجر الكثير من الأهالي وبقي البعض يقاوم بشراسة أوجعت المحتل كثيرًا رغم أنها لم تكن منظمة. ازدادت ضربات المقاومة فلجأ (البرتغاليون) لخطة مبتكرة لافشالها، حيث جاءوا بشخص مجهول اسمه (عبدالرؤوف أفندي) وأطلقوا عليه اسمًا ثوريًّا رنانًا هو (ياسين)، لم يكن أحد في عدن كلها يعرف هذا الـ(ياسين) لكن البرتغاليين دعموه سرًّا بالمال وبعض السلاح لكي يظهر أمام الشعب (المغلوب) بطلاً قوميًّا، نادى (ياسين) بالجهاد لتحرير عدن فانقادت خلفه الحشود، وبعد عدة معارك متفق عليها مع الغزاة شاع ذكره وأصبح الكل يلقبه بالزعيم وكالعادة عُقد مؤتمر عالمي من أجل السلام وطُلبَ من الزعيم المجاهد (ياسين) الحضور لـ(سلام الشجعان) فقبل وفي تمثيلية مكشوفة تم اعلان نصر ياسين كما خُطِّط َ له، بعدها أعلن ياسين حكومته المحلية واعترف بحق البرتغال في عدن ! فقسمت عدن إلى قسمين ، قسم يحكمه العميل ياسين ويتبعه اللاجئون والفقراء وقسم آخر يحكمه المحتل البرتغالي ويمتلك النصيب الأكبر من الأرض والثروة ! .

تذكرت هذه القصة صباح اليوم خلال حديثي مع خلدون البشابشة ابو طيبة عندما حدثني عن احد المعارضين في الرمثا والذي لم تستدعه الاجهزة الامنية ولا مرة والذي اخبره ان السبب انهم لا يريدون ان يصنعوا منه بطلا معارضا.

أعتقد أن هذه القصة تكررت كثيرًا في تاريخنا، يتم القبض على احد المعارضين والذين يناهضون الفساد والمفسدين ويتم عرضه على المدعي العام وتقوم الدنيا ولا تقعد وتتحدث عنه وسائل الاعلام ويصبح بطلا وطنيا وقوميا وفي الوقت نفسه يُحارب رفاقه الصادقين برزقهم ورزق اولادهم ويحرمون من امور كثيرة بينما بطلنا الوطني” ياسين ” يصبح يعيش في رفاه لم يعشه ابطال ليلة وليلة في قصر شيده دون معرفة من اين اتى بماله وقد يصبح بعد سنوات قليلة وزيرا في احدى الحكومات وما هذا الامر ببعيد عن ياسين وليتني كنت ك ياسيننا وليس ياسين اليمن.

وللاسف كل يوم نكتشف وجود أكثر من (ياسين) في كل مكان تم إنتاجهم وتصنيعهم بنفس الطريقة ولنفس الهدف، وهم انفسهم من يتصدرون المظاهرات ويطالبون بالتغير وفي الوقت نفسه عيونهم الى المنصب الوزاري ترحل كل يوم.

ملاحظة “هذا المقال من وحي الخيال، وأي تشابه أو تطابق بينه وبين الواقع فهو من قِبل سوء الحظ ليس لي فحسب، بل ل ياسين نفسه”.

 

2 تعليقات

  1. مثل مسلسل ابتسم ايها الجنرال.
    و حسب المطربة فيروز
    سمى الجيرة وسمى الحي وعلى شوية سماني
    ماذا حدث بينكم كنتوا أصحاب شو عدا مما بدأ .
    لا اقصد أحدا بعينه وانما من وحي الخيال رغم المواصفات تنطبق عليه.

  2. محمد الشريدة ابو تامر

    مبدع ابو احمد بوصف ياسين البطل الخائن وأمثاله … وكم ياسين نتعايش معهم في هذا الزمان