الرئيسية / كتاب الموقع / الرمثا ورد الدين …

الرمثا ورد الدين …

المهندس خالد أبو النورس البشابشة
لم يعرف الرمثا قراءة الكف بالشكل الصحيح وادامة الحال من المحال، فقديما اعتمد الرماثنة على مصدرين للدخل هما الشاحنات والجمرك وزاد فضائها بالهجرة الى ان وصلوا الى دول مثل أمريكا وأوروبا وتحديداً في المانيا الغربية.
الرمثا وقت الرخاء لم تكن تسبب أي ارق للحكومات المتعاقبة في عمان لأنها كانت تعتمد على نفسها بخلق الوظائف التي تناسب موقعها الحدودي والعادات والتقاليد في ذلك الزمان بحيث لم يتقدم أبنائها الى الوظائف الحكومية ولا الانتساب في القوات المسلحة الا ما ندر وكانت تقتصر على خريجي الدول الاشتراكية مثل يوغسلافيا والاتحاد السوفياتي وغيرها.
وكانت الرمثا مصدراً رئيسياً لتغذية الموازنة بالأموال لحكومة عمان على حساب دماء أبنائها وارواحهم التي فقدناها في الطرقات الصحراوية وحرها في الصيف وبردها في الشتاء في العراق والسعودية وغيرها من الدول وجعلت لاسمها نصيب من اعمالها وهي الرمثا ام اليتامى.
تلك الحقبة قد ولت وانتهت ولا يزال الرماثنة يعتمدون على أنفسهم في خلق الفرص لتوفير لقمة العيش التي تضمن لهم حياة كريمة تناسب ما تعودوا عليه في زمن الرفاهية حيث توجهوا الى الزراعة.
تم وضع الرمثا على الخارطة الزراعية بامتياز من خلال استخدام أبنائها لتجاربهم ومهاراتهم المكتسبة من دول الغرب والوسائل التكنولوجية الحديثة التي طبقوها في مزارعهم للمحافظة على الموارد وزيادة الإنتاجية والابقاء على العملة الصعبة ناهيك عن فرص العمل الكبيرة للمزارعين واسرهم.
كانت الأردن في السابق تعاني اشد المعاناة في توفير المنتجات الزراعية وخصوصاً الخضروات من دول الجوار مما يتسبب في اخراج العملة الصعبة والتحكم بالأسعار والكميات والجودة، فما كان من اهل الرمثا ان عاودوا مهنة الإباء والأجداد سواء في الإنتاج النباتي او الحيواني وكانوا على مستوى التحدي ونجحوا في توفير الغذاء على مدار العام وبمساهمة لا تقل عن 35% من انتاج الأردن من الخضروات بل ونجحوا بالوصول الى الاكتفاء الذاتي في بعض محاصيل العجز مثل البطاطا والثوم والجزر ومساهمتها في انتاج المحاصيل الحقلية الاستراتيجية كالقمح والشعير في سهول حوران المتبقية.
وقد جاء الدور على حكومة عمان ان ترد الدين لأبناء الرمثا فلا حدود استمرت ولا وظائف توفرت وكل الأبواب في وجههم قد سكرت، حيث يلاحظ ان اكثر من 70% من موظفي الدوائر في اللواء هم من خارجه في حين لا يزيد عن 10% من الرماثنة يعملون خارجها ولا يخلوا بيت واحد بالرمثا من خريجين اثنين او ثلاثة بلا عمل ، من هنا أتمنى من الحكومة النظر بعين العطف واللطف لأبناء الرمثا في توفير سبل العيش الكريم للحفاظ على الاسر وتجمعها قبل ان تداهمهم الظروف الصعبة وتفككها .

تعليق واحد

  1. شكرا” ابدعت في وصف الوضع الحقيقي لأبناء الرمثا المكافحين والذي يهمل ذكرة نواب الرمثا المحترمين للأسف.