الرئيسية / كتاب الموقع / “القناعة”

“القناعة”

د. بسام العموش

حفظنا منذ الصغر: القناعة كنز لا يفنى، لكن الصغر في السن لا يمكننا معرفة أغوار هذه العبارة الذهبية العميقة التي تتناول الناس كل الناس بمختلف ألوانهم وأجناسهم وأعراضهم ولغاتهم وأديانهم وأفكارهم وسواء كان الإنسان رجلا” أو امرأة ، غنيا” أو فقيرا” ، حاكما” أو محكوما”.

القناعة تعطي الراحة النفسية للإنسان حيث تحد من الطمع ولا تحول دون الطموح، لكنها تحول دون الألم النفسي وبكاء الحظ والشره والرغبة في نيل كل شيء، تحول دون الجرائم والاعتداء، ترسخ الصفات الإيجابية ومنها التسامح والعفو وكظم الغيظ، بديل القناعة الألم والركض وراء السراب والحسد والطمع وربما الحرام، صاحب البطن الأجرب لو أكل الكثير فإن خلايا بطنه تستمر في عضه ليجلب لها المزيد ولن يجد الراحة، دائم اللهث كالكلب إن تنهره يلهث أو تدعه يلهث .

ماذا لو صارت معك المليارات فهل تكتفي يا فاقد القناعة ؟ بالطبع لا ، والسبب انك مصاب بمرض فمهما أكلت ستشعر بالجوع، نقل لنا الإعلام خبر ملياردير أمريكي ليس له أحد وهو على وشك مغادرة الحياة فماذا سيفعل بالمليارات؟، فعل حسنا إن أعطاها للجمعيات لانه لا يستطيع أن يأخذها معه .

يا صاحب العيون الخائنة لماذا هذا الشره والطمع؟، خذ نصيبك وارض به ، فإن لم تفعل فإنك ستبقى تهرول بين الحسناوات إلى ما لا نهاية دون جدوى سوى المعاصي التي ستأكل راحتك الداخلية وتدمر كيانك الأسري وتصبح من لصوص الليل الذين لا يعرفون فوائد الشمس الضياء .

فيا أصحاب الطموح ندعو لكم بالوصول إلى اهدافكم المشروعة، لكن كونوا على يقين أنكم لن تحصلوا في هذه الدنيا على كل شيء ، ولهذا تحلوا بالرضا وشكر الله على نعمه.

ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس .

ويا من كان وضعه دون الطموح أو حتى الفقر، اعمل وابذل ولكن لا توصل نفسك إلى السخط فأنت لا تعرف الحالة النفسية لمن تظن انهم في راحة دائمة من أهل الثراء .

لي معرفة بمليونير وكنا نجلس معا “فوجدته غاضبا”، بل ويشتم اولاده ويصفهم بأقذع الكلمات وحاولت تهدئته دون جدوى !! فقلت سبحان الله كنت أظنه اسعد الناس .

لله في خلقه شؤون..