الرئيسية / من هنا و هناك / الشاي الصيني .. أسطورة تاريخية تغزو العالم

الشاي الصيني .. أسطورة تاريخية تغزو العالم

الرمثانت الاخبارية- تحتفظ مزرعة شاي صينية بكمية من الشاي يعود تاريخ إنتاجها للعام 1908، داخل متحف المزرعة التي يعود تأسيسها إلى أواخر القرن السابع عشر، فيما تؤكد الأسطورة الصينية أن الشاي اكتشف صدفة العام 2727 قبل الميلاد، من قبل الإمبراطور “شين نونغ”.
وتعمد مزرعة تشونغ لين التي تقع في منطقة نينغ ار بمقاطعة يوننان الصينية إلى تخزين الشاي أو (تخميره)، بعد استكمال عمليات صناعته لسنوات قد تصل إلى 15 عاما ومن ثم بيعه بأسعار مرتفعة قد تتجاوز 1000 دينار للكيلو الواحد لبعض الأصناف.
وتسعى الصين، إلى رفع حجم الاستهلاك المحلي من الشاي خلال السنوات المقبلة، من خلال زيادة عدد متاجر الشاي في مختلف مقاطعات ومدن الصين وتعزيز ثقافة استهلاك الشاي بين الصينيين وغزو العالم اقتصاديا بالشاي من خلال تصديره للعالم عبر طريق الحرير الذي يمر بحوالي 66 دولة.

ويشهد الشاي انتشارا واسعا في العالم، إذ يعد المشروب المفضل بعد الماء في كثير من دول العالم، حيث تشير الإحصائيات إلى أن قيمة استهلاك الشاي عالميا تزيد على 16 مليار دولار بحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.

وبدأت قصة الشاي الصيني بحسب سرد تاريخي قدمه متحف الشاي الصيني، للمشاركين في دورة مسؤولي الصحافة والصحفيين من الدول العربية التي ينظمها مركز التعليم الدولي والتدريب المتطور التابع لمجموعة الصين الدولية للاتصالات إلى العام 2727، عندما سقطت ورقة من شجرة الشاي صدفة في وعاء ماء يغلي، حيث أعجبت رائحته ومذاقه الإمبراطور الصيني شين نونغ، ليصبح بذلك مشروبه الخاص وانتقل لاحقا إلى عامة الشعب الصيني.

وبدأ الشعب الصيني باستعمال الشاي كنبتة طبية، وأصبح بعد ذلك نبتة استهلاكية وجزءا مهما من الثقافة الصينية.
وتشير التقارير الصينية، إلى أن سوق الشاي الصيني المحلي شهد خلال السنوات الأخيرة تطورا كبيرا، خاصة بعد التعافي من وباء “كورونا”، حيث تجاوز إجمالي مبيعات الشاي محليا 2.5 مليون طن.

ويؤكد مالكو مزارع الشاي التي تمت زيارتها في العديد من مناطق الشاي في مقاطعة يوننان وهي (تشونغ لين، زو شيانغ) وغيرها من المزارع، أن صناعة الشاي تعد وسيلة مهمة لتوظيف وزيادة دخل المزارعين المحليين، خاصة عند الأقليات الصينية التي تعيش في المناطق التي تشتهر بزراعة الشاي.

وقالوا: “إن صناعة الشاي شهدت في الآونة الأخيرة تطورا كبيرا من حيث زراعة نبتة “الكاميليا” وطرق حصادها وتجفيفها وتخزينها بهدف الحصول على أفضل مذاق للشاي، مشيرين إلى هذه النبتة تزرع في الحقول الصينية في المناطق الجبلية الوعرة ذات الأشجار الكثيفة”.
وأضافوا، أن المزارع الصينية تحرص على تطوير تقنيات زراعة نبتة الشاي وقطفها وطرق تخمير أوراقها وتجفيفها وتخزينها وتغليفها من طرق بدائية إلى طرق متطورة، وصولا إلى منتج غذائي يقبل على شربه ملايين الأشخاص في مختلف دول العالم.
ويقيم العالم يوما دوليا للشاي في 21 أيار(مايو) من كل عام، بحسب موقع الأمم المتحدة الإلكتروني، ويأتي اهتمام العالم بالشاي باعتباره وسيلة مهمة لعيش ملايين الأسر في البلدان النامية، ومصدر رزق للأسر الفقيرة التي تعيش في البلدان الأقل نموا.