روح الروح

 

بسام السلمان

عندما يصف احد ما انسانا اخرا بانه في مثابة روح الروح فهذا يعني انه يحميه ويحفظه كما يحمي ويحفظ روحها التي تعادل وتساوي قيمة ذاك الشخص الذي وصفه بروح الروح، اما ان يتسبب بقتل تلك الروح بفرحه فهذا قتل لشخصين، المصاب بالرصاصة ولمطلق الرصاص نفسه.

وقد اعترف المتهم بقتل “عريس معان” أمام مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى بذنبه وأنه نادم على هذا الفعل الذي قام به عن غير قصد من خلال إطلاق عيارات نارية دون داع “ابتهاجا”بصديقه المأسوف على شبابه وأنه كان صديقه الروح بالروح.

وكنا  في وكالة الرمثانت الاخبارية اطلقنا قبل اكثر من عشر سنوات مبادرة لاقت في وقتها وبعد ذلك استحسانا من قبل الجميع اطلقنا شعارا لها” لا تقتلني بفرح” واذكر ان عددا من الاصدقاء وضعوا وقتها شعار على بطاقات الدعوة لا تقتلني بفرحك، ومنعوا اي كان ان يطلق العيارات النارية في افراحهم.

فالحب على طريق الشاب المعاني واني والله حزين عليه وعلى صديقه الذي وصفه ب “الروح بالروح “، وحزين جدا على ضحايا اطلاق العيارات النارية والتي يحاول مطلقوها تعبيرا عن حبهم واحتفالهم لاقاربهم واصدقائهم لكنه تعبير خاطيء قاتل- الحب لا يكو بهذه الطريقة، الحب لا يقتل ولا يتسبب بالرعب للاخرين سواء كانوا احبة ام غير ذلك.

وفي الرمثا وقعت عدة حالات قتل ربما لم يعرف من تسبب بها ولكنها اثرت وما زالت تؤثر على اهل المتوفيين والمقتولين بسبب التهور باطلاق العيارات النارية دون تفكير بما قد يسببه هذا التصرف الارعن عن نتائج كان اخرها مقتل عريس قبل حفل زفافه بساعات من قبل اقرب المقربين اليه، صديقه “روح الروح “.

ومن المعروف علميا واجتماعيا ووو..الخ  ان الرصاصة او المقذوف لا تضيع في السماء وانما تعود الى الارض بسرعة قد تزيد عن سرعة وقوة انطلاقها من السلاح الناري، وتكون قريبة من مكان اطلاقها واذا سقطت على انسان فنسبة قتلها له كبيرة جدا.

 

وحول هذا الامر اشار مدير إدارة المختبرات والأدلة الجرمية العقيد نايف الزيود  إلى أن الفرضيات التي يتم التعامل معها تبين بأن 50% من حالات إطلاق العيارات النارية تصيب شخصاً دون ذنب.

فيا صديقي ويا جاري ويا اخي ويا حبيبي ويا روح الروح لا تقتلني بفرحك المتهور، فرحك غير المشروع، فرحك الذي ينشر الحزن في كل مكان تتواجد فيه، ونحن بغنى عنك وعن فرحك.