رداً على الشاعر كريم العراقي..

م. خالد أبو النورس البشابشة

اشكو للناس من تسبب بجرحك… فالجرح يولم كل من حولك

لا يعد شكواك للناس ما يعيبك… فكل الناس تتجرع بمثل كؤوسك

الألم يكبر بالكمت وبالصبر … والحجة دائمة عند قصير النظر

فان شكوت للأهل والخلان … فلا ضير مع تقدم الأيام والازمان

لن تضيف الأيام الى الألم الم … فالجرح صغر او كبر لا يبرأ بالدم

فما الآلام الا وجع للأبدان… وما الابدان هي من تحرر الأوطان

ولا العًلم يهوى بريح وريحان… لكنه يهوى بغدر الفاجر الانسان

ولا تثق بابن امرأة على الأرض…وابقي سرك طول العمر بلا عرض

وثق بالله وحده وتوكل على رب الانام … من كان ثقته بالله لا يألم ولا يضام

كن جسرا في البحر وللسفن قبطان …ممراً للمحبة وطريق السلام للأوطان

ودس على راس العدى مبتسما ضاحكا… واعلو بالسيف للحرب وبالعقل والهدى

وجد باللين والطيب مع الأطياب … فكم منزلة تغدو وتعلو بين الاحباب

كفكف دموعك وكن متيم … فما الدموع من تزل له القدم

لا تيأس وتحزن ولا تنكسر … ففرعون وهامان لم يسعهم القبر

ولا تكن مناعا للخير أشر… فما يمنع الخير من يعطي بقدر

ولا تكن بكاء من شوكة بلا أثر… فما المقارنة بجرح الأخ إذا غَدر

من لنا غير الله عونا في صلاة الفجر … وما لنا من الدعاء غير الثواب والاجر

دع الدموع تسيل على وجنتك … واستعذ بالله من هموم تجول بخاطرك

فمن كان للمال جامعاً مكدساً… فستكوى اياديهم وجلودهم دون مؤنساً

وكن مع الحاضرين كأمي وابي … تتصافح الأرواح وتتلاقى قبل الايادي

فاشكي وتكلم ولا تندم … فليس الا الله يسمع الهمم

ومن كان مع الله يوماً… كان الله معه طول العمر