الرئيسية / كتاب الموقع / المواطنة الرقمية

المواطنة الرقمية

امل خضر

إن التربية الرقمية مصطلح فرض نفسه على الساحة التربوية يهدف إلى تمكين الطلاب من التعامل مع ما أنتجته التكنولوجيا من أدوات ووسائط رقمية ومجتمعات افتراضية، وإمدادهم بإطار معرفي يؤهلهم لفهم تأثيرات الثورة الرقمية في حياتهم ومجتمعاتهم واستخدامها الاستخدام الأمثل بطريقة صحيحة وآمنة. وبالتالي يستوجب على المؤسسة التربوية تنظيم لقاءات تدريبية لمهارات المعلمين المتعلقة بتنفيذ الأنشطة الصفية باستخدام برامج التعلم الرقمي وتراعي الفروق الفردية بين المتعلمين، وتنظيم ندوات وبرامج تعليمية حول أخلاقيات التعامل الرقمي وطرق الاستفادة من التقنيات الرقمية في عمليتي التعليم والتعلم في الأردن .

أصبح الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أمرًا ضروريًا وحتميًا، لأن الاستغلال الأمثل لأدوات المواطنة ما يساعدنا على مواجهة ما يعترض عمليات التربية والتعليم، ومفهوم المواطنة الرقمية له علاقة قوية بالمنظومة التربوية، لأنها الكفيلة بمساعدة العاملين في وزارة التربية والتعليم بشقيه التربوي والاداري وكذلك الطلبة وأولياء الأمور على فهم ما يجب معرفته من أجل استخدام التكنولوجية ووسائلها المتعددة بشكل واع واستخدامه كوسيلة لإعداد الطلاب للانخراط الكامل في المجتمع والمشاركة بفاعلية في خدمة الوطن بشكل عام وفي المجال الرقمي خاصة .

وعناصر المواطنة الرقمية ترتبط بعضها ببعض في صورة تكاملية لتمكين المعلمين وقادة التكنولوجيا في فهم كيف تتكامل هذه العناصر في ثلاث فئات بالاستناد إلى أهميتها بالنسبة للبيئة المدرسية.

وتضم هذه الفئات العناصر التي تؤثر مباشرة على تعلم الطلاب والأداء الأكاديمي وتؤثر على البيئة المدرسية وحياة الطلاب وسلوكاتهم سواء داخل المدرسة او خارجها .

ولتوظيف المواطنة الرقمية بالاستناد إلى أبعاد المواطنة الرقمية وعناصرها بما يتناسب مع طبيعة النظام التعليمي بتوفير خوادم ذات مساحات تخزينية عالية وسرعات أداء كبيرة وشبكة إنترنت (واى فاي)، وأجهزة تواصل حديثة من الهواتف الذكية أو (أيباد)، لاستخدام برمجيات تعليمية رقمية لجميع المواد الدراسية بحيث يتم تدريب المعلمين والطلبة ومديري المؤسسات التعليمية في مجال التقنيات الرقمية مع توفير متطلبات الصحة والسلامة العامة .

وتعد الصحة البصرية وأعراض الإجهاد المتكرر والإجهاد السمعي من أهم الأعراض السلبية لاستخدام الأجهزة الرقمية، لذلك يجب التوعية بمخاطر الاستخدام السيء والجوانب السلبية لاستخدام الأجهزة الرقمية للساعات الطويلة والمستمرة وتتضمَّن ثقافة المواطنة الرقمية تعليم الطلاب أساليب حماية أنفسهم من عبر التعليم والتدريب من خلال المبادرات الوطنية في مجال الاستخدام الآمن للإنترنت ويمكن ذلك من خلال توفير مقاعد مريحة، توفير شاشات رقمية عالية الدقة سلامة الأجهزة والتوصيلات، توفير مثبتات الجهد، توفير لوحات إرشادية عن المسافة والوقت الأمثل للاستخدام مع نشر الوعي بحقوق ومسؤوليات المواطن ، إذ تسهم المواطنة الرقمية من خلال المشاركة المجتمعية بزيادة المعرفة ، فحق المعرفة للجميع ولاسيما المعرفة بالحقوق المقدمة لهم من وطننا الحبيب، وتعريفهم بالواجبات والمسؤوليات تجاه وطنهم كأفراد منتمين اليه بزيادة الوعي بأهمية المواطنة الرقمية وأثر ممارسة قيم المواطنة سياسيا واقتصاديا.