الرئيسية / كتاب الموقع / دعوة مظلوم

دعوة مظلوم

بسام السلمان

خالد بن عبد الله البَرمَكيِّ وولده وهُما في السجنِ، قال له ولده:

«يا أبَتَاه ! لقد كُنَّا بعد العِزِّ والمُلكِ صِرنا في القَيْدِ والحبس ..

فقال له: يا بُنيّ !دعوةُ مظلومٍ سَرَت بليلٍ ..غفَلنَا عنها .. والله لم يغفَل عنها»

ويقول  د. عبد العزيز بن فوزان بن صالح الفوزان

الظلم، ما الظلم؟ وما أدراك ما الظلم؟! إنه خلق ذميم، وذنب جسيم، وأذى عظيم، ووصف لئيم، يحلق الدين، ويأكل الحسنات، ويجلب الويلات والنكبات، ويورث العداوات والمشاحنات، ويثمر الأحقاد والضغائن، ويسبب القطيعة والعقوق، ويحيل حياة الناس إلى جحيم وشقاء، وكدر وبلاء.

وتختلف وتتعدد أسباب تفشي الظلم على الشعوب المقهورة  ممن لهمم مسؤولية عليهم، فهناك من يسلط ظلمه وجبروته على مرؤوسيه بهدف توسيع دائرة نفوذه والسيطرة عليها بقبضة من فولاذ، وهناك من يسلط سوطه ظالما لإخافة معارضيه وإسكاتهم وإعطاء العبرة بهم لغيرهم، وهناك من يظلم ويطغى فقط لينتشي بعظمته وقوته أمام الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة للدفاع عن أنفسهم.

لكن السبب المشترك بين أغلب الأسباب هو اعتياد وتعوُّد الظالمين على ظلمهم وطغيانهم، وتعوُّد بعض المظلومين على الركون للظلم، وتعوُّد الناس على رؤية الظلم أمام أعينهم وفي حياتهم اليومية من غير أن يحدث ذلك شيئا في أنفسهم وكأني بهم يقولون “هذا أمر عادي وطبيعي، وما شأني أنا ما دمت لست بمظلوم ولا ظالم.

و من يقترف ظلماً أو يظلم غيره بغير وجه حق وبدون رحمة أو خوف من الله أي عذاب سيواجه في الدنيا وإن لم يكن في الدنيا فعذاب الآخرة أشد بأساً وأشد تنكيلا، وان الله يمهل للظالمين ولا يهملهم حتى إذا أخذهم لم يُفلتهم.. “وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ“..

مجرد قراءة تلك الآية تجعلنا نفكر كثيراً قبل أن نرتكب خطيئة الظلم تلك الخطيئة الكبرى التي تُفسد في الأرض بعد إصلاحها نعم فالظلم ما هو إلى مفسدة تودي بنا إلى الهلاك.

و عن أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – عن النبي – صلّى الله عليه وسلّم – فيما يرويه عن ربه عز ّوجلّ أنّه قال : (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا…).

وسيأتي يوم ترى فيه الظالم وقد شرب من نفس الكأس، وذاق مرّ أفعاله.

بتصرف

تعليق واحد

  1. فهمي عبد العزيز

    … ولكن..!!
    .. بعد أن يكون قد شبع ظلما..؟!
    .. دون أن نمد أيدينا ونفرك إذن الفرعون.. ليتألم قبل أن يشبع ما جنى علينا.. من ظلم..؟!