الرئيسية / كتاب الموقع / شباب وهندي وشيخ ملتح

شباب وهندي وشيخ ملتح

بسام السلمان

محمد اقبال شاب هندي، صعد في باص متجها الى المدينة المنورة لعمل تجاري، لم يكن له مقعد خاص في الحافلة ولم يكن في نيته في ذلك الوقت اداء مناسك العمرة، لكنه فجأة قرر السفر الى مكة المكرمة واداء العمرة برفقة مجموعة من شباب مدينة الرمثا.

مقدمة نعود لها فيما بعد.

اهتم الإسلام بالأخلاق اهتماما بالغا حتى ان القرآن الكريم حين أثنى على الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجد أبلغ ولا أرفع من قوله تعالى: “وإنك لعلى خلق عظيم”.

الأخلاق هي عنوان الشعوب، قد حثت عليها جميع الأديان، ونادى بها المصلحون، فهي أساس  الحضارة ووسيلة للمعاملة بين الناس.

وللأخلاق دور كبير في تغير الواقع الحالي إلى العادات الجيدة؛ لذلك قال الرسول ﷺ: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». فبهذه الكلمات حدد الرسول ﷺ الغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق في نفوس أمته والناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون، إن التحلي بالأخلاق الحسنة  يؤدي إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضاء الضمير وأنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.

وكما هو معلوم أنه كان للتجار لها دور كبير في نشر الإسلام في العديد من المناطق عن طريق تعامل التجار وصدقهم وسماحة أخلاقهم.

نعود الى الشاب الهندي، خلال الرحلة تعرف على الشباب ابراهيم الشقران ومحمد البشابشة ويزن البشابشة والطفل نايل فراس البشابشة “ابو عيسى “، وعلى الرغم انه كان غريبا ووحيد الا انهم تعاملوا معه باخلاق الاسلام دون ان يكون نيتهم جعله يصلي مثلا او يذهب الى مكة لاداء مناسك العمرة وانما من خلال معاملتهم له وتطبيق تعاليم الدين الاسلامي الذي تربوا عليها في بيوتهم حببوه بالصلاة ورغبوه بالعمرة حتى انه اصر ان يكون من المحلقين وليس من المقصرين” حلق على الصفر” وفي الوقت نفسه احب مدينتهم الرمثا.

بالمقابل واجهتني انا شخصيا في هذه الرحلة مواقف مزعجة لاشخاص ملتحين اخجل ان اذكرها حتى لا تكون حجة على كل ملتح، فمعاملتهم وانانيتهم وتصرفاتهم لم تكن في دائرة اخلاق الاسلام وانا هنا لا اعمم  لان قدوتنا  رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط.

لم اجد منهم الابتسامة والتي هي صدقة ولم اجد انهم يؤثرون على انفسهم في ابسط .

مرة ثالثة شكرا لكم على معاملتكم الحسنة مع الشاب الهندي والتي غيرتم بها نظرتي عن شباب بعض شباب المدينة وتصرفاتهم غير المقبولة.

ولاننا نعيش هذه الايام مذابح لم تكن حتى زمن التتار والمغول فإن المعاملة الحسنة للاسرى نقلت صورة الاسلام وغيرت فكر الكثير اعلاميا.