الرئيسية / جامعات و مدارس / فصلٌ دراسيٌّ يزهو بمواكبِ العلمِ ومشاعلِ الحرفِ

فصلٌ دراسيٌّ يزهو بمواكبِ العلمِ ومشاعلِ الحرفِ

الدكتور عماد زاهي نعامنة

            أمَا وقدْ غدا معلّمونا الأفاضل ومعلّماتنا الفواضل في أولِّ يومٍ دراسيٍّ في فصلهم الثاني إلى مراكزِ عملِهِم مُصْبِحينَ وهم مُستبشِرونَ؛ فلا يسعُنا إلّا أنْ نشدَّ على أيديهِم، ونُحيّيهم تحيّةَ المؤثِّرينَ العُظماءِ البُسلاءِ: فألفُ ألفُ تحيّةِ إجلالٍ وتقديرٍ وإكبارٍ لأولئكَ الأعلامِ وقاماتِ التّربيةِ والتّعليمِ في المركزِ والميدانِ على امتدادِ وطنِنا الهاشميِّ الأشَمِّ… كيفَ لا وقدْ أيقَظوا بهممِهم  الشّمسَ منْ خِدْر أمّها؟ مُؤْثِرينَ خدمةَ رسالتِهم السّاميةِ على أيِّ وثيرٍ وعبيرٍ، قابضينَ على جمرِ شرفِ الرّسالةِ بمهنيّةٍ واحترافٍ ولو كانتْ أحرَّ منْ جمرِ الغَضا، بلْ ولو كانتْ بهِم خصاصةٌ للدّعَةِ ووارفِ الظّلالِ، مُطرّزينَ بعزائمِهِم الشمّاءِ ملاءةَ التّضحيةِ والفِداءِ ومَدارجَ التّنميةِ والعطاءِ..

إلى عباقرةِ الإلهام ونوابغِ الإبداع وأعلامِه… إلى النُّبلاء المؤثِّرين عمالقةِ العالَم العُظماءِ وقادتِه، وفرسانِ العِلمِ وفوارِسه: المعلّمين، والمعلّمات.. في صباح استقبالِهم طلبَتَهم..    حقًّا، ما أجملَه من صباحٍ زاهرٍ، وعيونُ الوطنِ ترحلُ إليكم!  حيث تنفرجُ القسماتُ، وتُسَرُّ القلوبُ، وتتراقصُ الحنايا، وترتسمُ الابتساماتُ على الشّفاهِ أرجًا بأرجٍ، وتخفقُ جدرانُ الصفوفِ طربًا على طربٍ.. وتبسطُ أبوابُ الصروحِ ذراعيها مردِّدةً لحنَ أنفاسِكم العذبَ، وتصدحُ الأجراسُ نشوى مفعمةً بتباشيرِ الفرحِ فرحًا إثرَ فرحٍ، وترسمُ لكم ألوانُ السبورةِ الزاهيةِ جذلى قوسَ قزحَ، وأسفارُ الكتبِ التي أعياها الرقودُ والرّكودُ تصفّقُ لكم سطورُها وصفحاتُها، وتغرّدُ لكم متونُها وحواشيها؛ لتداعبَ أيديَكم طيّاتُها… حتّى بنودُ العَلمِ الأشمِّ تناديكم لتخفقَ عاليًا معانقةً الثُّريّا، فبكم ومعكم يحلو النشيدُ ويطيبُ، وتستبشرُ جنباتُ الوطن وتستطيبُ.   … وها هي ذي مناراتُ العلمِ تشرئبُّ أعناقُها؛ لتحظى بسنابلِ إبداعِكم ذاتَ شروقٍ وإشراقٍ، فقد نالَ منها طولُ الانتظارِ وصهيلُ المهرةِ الحرون ذاتَ غيابٍ.   … وها هم أولاءِ طلبتُنا يتراكضونَ صَوبَكم وقد قرؤوا عطاياكم وفضائلَكم بين حروفِ الكتبِ، والمرحُ يغمرُ جوانحَهم، ونبضُ الفؤاد يتراقصُ عشقًا وطربًا، والابتساماتُ تملأ عروقَهم وحناجرَهم، وتزدهي بها مآقي عيونِهم البريئةُ، وليسَ أجملَ ولا أنبلَ  من ابتسامِ الشفاهِ إلا ابتسامُ أهدابِ العيونِ حينَ ترتسمُ أزاهيرُها مترنِّمةً جذْلى، ولسانُ حالهم يلهجُ عِشقًا أنِ اشتَقْنا إليكِ مدرستي،  اشتَقْنا إليكِ مدرستي، وأضنانا الشوقُ إليكما يا معلّمي ومعلّمتي حتى غدا طوفانًا ما لا طاقةَ لنا به… حينئذٍ تهتزّ صروحُ العِلم بحفاوة وقد تهلّلتْ أساريرُها واستبشرتْ سرائرُها: أهلًا وسهلًا بكم أحبّتي..

طلبةَ العِلم، ويعلمُ اللهُ كَمْ، ثمّ كَمْ كابدْتُ أشواقي؛ تحنانًا للقياكم عذبةً كما الأمطار تَتْرى صباحَ مساءَ..  فحماكم الله ما خفق ذو جناح، وما غرّدتِ الأطيارُ في الغدُوّ والرّواح، وحفظكم للعِلم منارةً مزدانةً بأبهى حُلّةٍ وأزهى وشاحٍ.   إزاءَ هذا المشهدِ العظيمِ حقًّا لا يسعُنا إلّا أنْ نقفَ إكبارًا أمامَ جلالةِ قدْرِكم، صادحينَ بفخرٍ واعتزازٍ:    أيّها المعلّمونَ العُظماءُ فرسانَ المعرفةِ والعِلمِ، أيّتها المعلّماتُ العظيماتُ فوارسَ الحرفِ والقلمِ، تاللّهِ، لو أضأْنا لكم أصابعَنا العشرةَ شموعَ فرحٍ؛ ابتهاجًا وجزاءً لصنيعِكم العظيمِ… بلْ لو قدَّمْنا لكم بحرًا تقديرًا وشُكْرانًا، تمدّهُ من بعدِه سبعةُ أبحُرٍ إجلالًا وعِرفانًا ما أوفيْناكُم مِعْشارَ قطْرةٍ من عبَقِ جباهِكُم النّيِّرةِ، ولا مِثْقالَ ذرّةٍ من فيْضِ جهودِكُم الخيِّرةِ، ولا مِقْدارَ قَبْضةٍ من قِطافِ غراسِكُم الثرَّة، فذاك لا مَناصَ فوقَ طاقةِ كلّ خليقةٍ، ولا جدالَ فتِلكُم هي عينُ الحقِّ والحقيقةِ… فيا ربَّ الخلقِ والخليقةِ، هؤلاءِ معلّمونا وأولاءِ معلّماتُنا ما لنا حوْلٌ ولا قوّةٌ لِإيفائِهم حقَّ قدْرِهم، فاللّهمّ، اللّهُمّ، أجزِلْ عطاءَهم، وأكرِمْ نوالَهم، وأجِبْ سُؤْلَهم، واجعلْ كلمتَهُم طوْعَ أمْرِهم. شكرًا لكُمْ، ثمّ شكرًا لا انْقِضاءَ لهُ    لوْ أنَّ إحسانَكُم يَجزيهِ شُكْرانُ  وعوْدةً ميمونةً وآمنةً… وكلّ وقتٍ وحينٍ وأنتم بألفِ خيرٍ، وللمجدِ، ويمينًا سيبقى صوتُ المعلّمين النّجباءصادِحًا مدوِيًا في بقاع الأرض وأرجائها؛ فهم المَحكيّون وغيرُهم رجْعُ الصّدى، وكأنّي بشاعر العربيّة أبي الطّيّب المتنبّي ما قال (أنا) إلّا للمعلّمِ أضمرَها، حين نظمَ وشَدا:

وَدَعْ كلّ صَوْتٍ غَيرَ صَوْتي فإنّني    أنا الطّائِرُ المَحْكِيُّ وَالآخَرُ الصَّدى

  وفّقنا اللهُ وإيّاكم لخيريّة الإنسانيّة جمعاء.

4 تعليقات

  1. احمد ذيابات
    طلبةَ العِلم، ويعلمُ اللهُ كَمْ، ثمّ كَمْ كابدْتُ أشواقي؛ تحنانًا للقياكم عذبةً كما الأمطار تَتْرى صباحَ مساءَ.. فحماكم الله ما خفق ذو جناح، وما غرّدتِ الأطيارُ في الغدُوّ والرّواح، وحفظكم للعِلم منارةً مزدانةً بأبهى حُلّةٍ وأزهى وشاحٍ
    ما اجملها من كلمات وصور بلاغية
    سلم قلمك دكتور

  2. متى يا دكتور

    بداية اشكرك على مشاعرك الجميلة للدوام المدرسي ولي سؤال اتمنى ان توجهه الرمثا نت لك متى اعلان نتائج المديرات الجدد، خاصة اننا امتحنا قبل فترة

  3. كنا نتمنى لو ان الوزارة اجلت الدوام اسبوع ليتزامن مع المدارس الخاصة
    مقال جميل يعني بالعامية” قشعر بدني “

  4. كلمات مؤثرة دكتور وائعة شكرا جزيلا