الرئيسية / كتاب الموقع / بير سيّاحْ

بير سيّاحْ

بسام السلمان

خلال اللقاء  الذي كان مع الاستاذ الدكتور احمد جبر الدرايسة”ابو نضال ”  ذكر انه كان  في بيتهم بير “بئر ” سياح ويقصد به بئر كبير  جدا كان يتم جمع ماء المطر فيه وكان يكفيهم ويكفي جيرانهم وحتى رعيان الغنم.

واذكر في طفولتي بئر دار جدي المختار مفلح الذي كان يتسع لمئات الامتار المكعبة من مياه الشتاء وايضا في دار جدي حسين كان هناك مجموعة من الابار للمياه ولتخزين القمح والعدس والشعير، واذكر ايضا ان بئر ربما تكون رومانية كانت في منزل والدي، حولناها قبل ان يصل مشروع الصرف الصحي الى جورة امتصاصية، وعندما تم ربط منزلنا بمشروع الصرف الصحي تم التخلص منها واذكر ان مكتب اشغال الرمثا انذاك يمكن في عام 1995 زودونا باكثر من 15 قلاب كبير من الطمم ومع ذلك لم يمتليء.

نعود الى الابار التي كانت منتشرة في الرمثا ومعروفة للجميع واغلبها كان في وادي الرمثا وكانت مخصصة لسقي الاغنام والابقار وربما كان كل بئر منها لاحدى العائلات، واذكر انه في نهاية السبعينيات من القرن الماضي سقط احد الاولاد في بئر خارج حدود الرمثا وتوفي.

ولا انسى ان اذكر ان النساء الرمثاويات كن يذهبن الى عين او بئر المحاسي لجلب المياه “بالسطل او الصطل “على رؤسهن قبل ان تصل مياه الشرب من خلال الانابيب.

واذكر ايضا ان بعض الشباب كانوا يحضرون الزغلاليل”فرخ الحمام ” من خرزة البئر، حيث كانت تبني عشها هناك.

ومع شح المياه وتفير المياه التي اصبحت تشغل الناس،  فقد عادت الامور الان كالسابق، وعاد المواطن يعمل المستحيل حتى يؤمن بيته بمخزون استراتيجي من المياه للشرب، بعيدا عن ري الشجر وغسيل السيارات الفارهة بالشارع العام، فقد اصبح يبحث عن افضل طريقة وهي حفر بئر يتسع في المتوسط 50 مترا مكعبا، لكن تكلفته عالية وكبيرة.

فاتورة المياه اصبحت شهرية وزادت عن المعتاد وزاد معها هم المواطن الذي اصبح غير قادر على دفع ثمن الخبز فما بالك بالكهرباء والمياه التي تتضاعف بقدرة قادر.

يبدو ان الذمة اصبحت بير سياح،، وربما اكبر من البير السياح بكثير.