الرئيسية / جامعات و مدارس / تكميلية الثانوية العامة..نتائج مبشرة وقيادة متميزة

تكميلية الثانوية العامة..نتائج مبشرة وقيادة متميزة

 

تكميليّة الثانويّة العامّة: نتائج مبشّرة وقيادة متميّزة
بقلم الدكتور: عماد زاهي نعامنة
مدير الشؤون التعليميّة/ الرّمثا

على وقع حبات المطر المنهمر، ومع أصيل هذا اليوم المكتنز بجداول الخير المثمر، عمّت أرجاء الوطن أغاريد البهجة التي علت المحيّا، وفاضت تباشيرها ابتهاجاتٍ لو قُسِّمت على بحور الأرض قاطبةً لغمرتها؛ فقد زفّتْ وزارة التربية والتعليم بشائر نتائج الدورة التكميلية لامتحان شهادة الدراسة الثانويّة العامّة 2023م، التي جاءت مبشّرة من حيث نسبة النجاح العامّة ودرجات الطلبة وأداؤهم في المباحث الدراسيّة التي تقدّموا بها تِباعًا.
وقد أبدعت وزارة التربية والتعليم في إدارة ملفّ امتحانات هذه الدورة إجادة واضحة للعيان، مثلَما هو ديدنها في دورات امتحانيّة خلَتْ، بَيْدَ أنّه مِمّا يُحسَب لها في دورتها هذه جودة إدارتها على نحو فريد، بدءًا من أتمّ الاستعدادات لعقدها وجدولة سيرها، وتهيئة الأجواء الامتحانيّة، وتوزيع المهمّات على لجانها، وإعداد فقرات اختباريّة ملائمة تراعي الفروقات الفرديّة، وتتواءم والزمن المضروب لأدائها إذْ أبدى الطلبة وذووهم ارتياحًا عامًّا اتّجاهها، فضْلًا عن تكليف لجان المتابعة الميدانيّة لاستقطاب التغذية الراجعة مباشرةً من المستهدفين على مدار الأيام الامتحانيّة لحظةً بأخرى فخصّصت لهذه الغاية في الوزارة غرفتا عمليّات يقوم على إدارتهما ذوو خبرة ودراية.
وليس أدلّ على ذلك من الأجواء التربويّة المريحة التي جرى فيها الامتحان من ندرة مخالفة الطلبة التعليمات، وضآلة نسبة العقوبات التي اتِّخذت حينئذٍ، قياسًا على ما لمسناه في دورات امتحانيّة سابقة تمخّضت عن بعض الخروقات الرّعناء من نفر قليل خارج على القانون، سواء أكانت داخل مراكز الامتحان وقاعاته أو خارجه.

وعلى صعيد آخر فإنّه لِممّا يُحسب للوزارة مصداقيّتها وشفافيتها الّتي اتّسمت بها في تحديد توقيت إعلان النتائج؛ إذْ جاء إعلانُها نتائجَ هذه الدورة إعلانًا مدروسًا لا مُباغِتًا مُعْلَنًا قبل ذلك بوقت كافٍ، وقد التزمتِ الوزارة بموعدها المضروب يومًا وساعةً، ناهيك عن حسن اختيار التوقيت بما لا يؤثّر في انتظام حركة السّير، وديمومة العمل الرسميّ في مختلف مؤسّسات الدولة، مثلَما كُنّا نواجهه منذ زمن ليس ببعيد حين تُعلَن النتائج في خِضمِّ الأسبوع، أو من دون موعد موثوق مسبّق، وفي المقابل أحسنَ أبناء مجتمعنا الأصيل التعبيرَ عن مشاعر الفرح والغبطة تعبيرًا يخلو من مظاهر العنف أو التنمُّر بإطلاق العيارات النّاريّة أو عرقلة حركة السير أو ما ثل ذلك من مظاهر غريبة عن قيم مجتمعنا وأعرافة الاجتماعيّة.

وقد أحسنت الوزارة صنعًا حين أعلنت إحصائيّات نسب المعدلات التي أحرزها الطلبة على مستوى الفرع والمبحث، ونشرتها على الملأ بكلّ شفافية وموثوقيّة؛ فتلك الإحصاءات ذات دلالة ومعنًى، وأهمّية قصوى لدى المهتمّين في مجال القياس والتقويم تشخيصًا لقدرات الطلبة وجودة أدائهم معرفيًّا ومهاريًّا، وتنَبُّؤًا بما ينبغي أنْ تكون عليه في قابل الأيّام.

ومن باب مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فإنّه من من الحقيق إسداء آيات الشكر العميم لمعالي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلميّ الأستاذ الدكتور عزمي محافظة؛ لقيادته الحكيمة وبكلّ أمانةٍ وشغف، ولعطوفة الأمين العامّ للوزراة الدكتور نواف العقيل العجارمة؛ لِما أبْدَياهُ من إبداع منقطع النظير في إدارة ملفّ امتحان شهادة الدراسة الثانويّة العامّة.
ومدائنُ التهاني القلبيّة وخزائنُ التّبريكات الورديّة لطلبتنا النُّجباء لنجاحهم الباهر، ومعلّميهم الفضلاء ومعلماتهم الفُضليات، والشكرُ نفيسًا موصولٌ لأولياء الأمور الكرماء، ولزملائنا الأعزّاء في مركز الوزارة والميدان التّربويّ وللجيش الرّديف من أجهزتنا الأمنيّة الباسِلة الدّاعمة ومؤسّساتنا الوطنيّة المُساندة.
ويستمرّ البذل والعطاء بتميّز وإبداع لتحقيق غدٍ أجمل ومستقبل مشرق كما يراه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه ورعاه، حين قال جلالته: ” نريده مستقبلًا مشرقًا نعزّز فيه أمننا واستقرارنا، ونمضي خلاله في مسيرة البناء إلى آفاق أوسع من التميز والإنجاز والإبداع، نريده مستقبلًا نستعيد فيه صدارتنا في التعليم، وننهض فيه باقتصادنا، وتزداد فيه قدرات قطاعنا العام وفاعليته، ويزدهر فيه قطاعنا الخاص”.