الرئيسية / منوعات / العبادي:هنالك وزراء بدون سيرة ذاتية ما زالوا لغاية الان في الحكومة

العبادي:هنالك وزراء بدون سيرة ذاتية ما زالوا لغاية الان في الحكومة

سرايا الرمثا نت

اِسْتقبَل نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ممدوح العبادي (سرايا) في عيادته الكائنة على الدوار الأول ،للحديث عن رحلته بالمجال السياسي وأبرز التحديات والصعوبات التي رافقته طيلة مسيرته .

وروى العبادي ذكرياته بجميع الوظائف القيادية التي تسلمها وحول خصوصية كل منصب من منظوره الخاص وما حدث معه في حكومة هاني الملقي ،وأسباب الهجمات الإلكترونية التي تعرض لها على السوشال ميديا ،ولم يخلوا الحديث عن الجانب الحياتي والشخصي الذي تكلم عنه بشكل مفصل وعميق خلال المقابلة التالية :

– أنتخب الدكتور ممدوح العبادي نقيباً للأطباء الأردنيين عام (1987) ،وعمل وزيراً للصحة في حكومة طاهر المصري وكان أمين لعمان في أواخر القرن الماضي ، ووزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء عام (2018) :

– حدثنا عن خصوصية كل منصب من منظورك الخاص ؟

الجذور التاريخية لحياتي تبدأ عندما كنت طالباً وعيت على اجواءٍ مفعمة بالسياسة والحزبية ،من بعدها انتقلت لمرحلة الدراسة الجامعية كان هناك انفتاحاً سياسياً كبيراً ، في منتصف الستينات ترأست أتحاد رابطة الطلاب العرب في إسطنبول ،التي  كانت تضم (1000) طالب عربي من مختلف الجنسيات ، وبعدها انهينا دراسة الطب .

وعندما عدتُ للأردن كان هناك إنتخابات لنقابة الأطباء التحقتُ مع زملائي و في عام (1975) رشحت نفسي في إنتخابات عضو مجلس نقابة الأطباء  ، وفي عام (1987) ترشحت لمقعد نقيب الأطباء وكنت أول طبيب يترشح لمقعد النقيب من خارج عمان كون عيادتي كانت في الزرقاء آنذاك ،وأصبحت نقيباً للأطباء في دورة (1987 _1989) ، كانت المفارقة الحقيقية بالدورة التالية التي انتخبت بها نقيباً بالتزكية وهذه لم تحدث بتاريخ النقابات المهنية لغاية يومنا هذا .

وعقب مرحلة النقابة بعشرين يوماً اصبحت وزيراً للصحة اعتقد أن ذلك جاء من خلال التجمع العربي القومي الديمقراطي الذي قمنا بتشكيله وكان يحتوي على حوالي (12-14) نائباً و(6-10) نقيباً وشخصيات وطنية وسياسية ،طاهر المصري كلف بتشكيل الحكومة وكان من الصعب أن يمنحوه الأخوان الثقة لأنهم  كانوا بصف  مضر بدران ، مما اصبح المصري بحاجة للتجمع الديمقراطي الذي لم يمنح الثقة لبدران آنذاك ، وافقنا من حيث المبدأ كون قناعاتي بالحياة: إذا الإنسان يريد أن يخوض العمل السياسي ولا يريد دخول الحكومة عليه أن يجلس بمنزله لأن بهذه الحالة تصبح معارضته عبثية  ،كون الانتقاد سهل ولكن خوض المعارك هو الأصعب ،وبعدها طلبنا من المصري دخول خمسة وزراء من التجمع ووافق وتم أنتخابي على أن أكون وزيراً للصحة وخوضت هذا المنصب لفترة بسيطة من الزمن بسبب أجتماع مدريد الذي حدث خلاف بيننا في التجمع لوجود مؤيدين ومعارضين لأجتماع مدريد ما أدى لحل الحكومة والتجمع .

ولكن هناك موقف حدث معي عندما كنت وزيراً بالصحة اذكر اني طالبت برفع علاوة الأطباء وحينها رفض وزير المالية ،لأنه كان مطلبي عندما كنت نقيباً وليس من المنطق بعدما أصبحت وزيراً أن أتخلى عن هذا المطلب ،بعدها وجهت نقابة الاطباء بالإضراب بتلك الفترة ، وهذا ما حدث بالفعل اجتمعوا بالبشير ووقفت بالساحة معهم ساعتين من الزمن حينها انتقد طاهر المصري تصرفي ،ولكن كان ردي أن هؤلاء زملائي ولا ابد أن اقف معهم وبعدها مباشرة صدر قرار برفع علاوة الأطباء آنذاك ،وأصلاً التعبير عن الرأي حاجة ملحة اذكر عندما صرح ترامب بنقل السفارة الإسرائلية إلى القدس حينها كنت الرجل الثاني بالحكومة دعيت المواطنين إلى التعبير عن أحتجاجهم بالشارع كون التعبير عن الرأي أمر إيجابي غير ضار .

*جلالة الملك حسين طيب الله ثراه :ممدوح العبادي شاب ديناميكي

بعد وزارة الصحة عدت للعمل بعيادتي في الزرقاء وتلقيت أتصالاً بعد فترة من خالد الكركي رئيس الديوان الملكي آنذاك وقام بزيارتي لمنزلي كان الشارع حينها بلا إنارة ،اذكر أن الكركي قال  لي : لماذا الشارع بلا إنارة ،كان جوابي : لا اعلم ، ليقول :” ليس مهم ،غداً انت تقوم بإنارة هذه الشوارع ،اليوم كنا جالسين مع الملك حسين قال :” أن عمل أمانة عمان يتراجع ما رأيكم بالشاب الديناميكي ممدوح العبادي ” ، ،حينها كان جوابي :”انا بعرف بالزفتة انا طبيب ” وكنت بصدد الترشح للإنتخابات النيابية واستدعاني عبد السلام المجالي لكي أستلم منصب أمين العاصمة .

وعندما أستلمت أمانة عمان في اول شهرين شعرت برعب حاد كوني لم أكن ملماً بأبسط أعمال الأمانة ،أثناء فترة العمل قمت بإنشاء أول دائرة ثقافية ومن ثم المكتبة وقصر الثقافة رقم (2) ،والبعض يعتقد أن رئيس البلدية او الامين يقتصر عمله بالشارع والأشجار فقط وهذا غير صحيح لأن الإنسان أهم والمسرح والمكتبة والملعب والثقافة أهم بكثير ؛هذه الأمور تصب بخدمة الإنسان ،ولكن نجاحي الحقيقي في الأمانة دون تواضع الأعمال التي أنجزتها الممثلة بمبنى الأمانة في رأس العين ،اذكر عندما توليت المنصب كان مبنى الأمانة مستأجر ، واخترت موقع  مبنى الأمانة في رأس العين كون أقدم مكان بالعاصمة :المهاجرين ورأس العين ؛ وأختياري لهذا المكان جاء بناءًا على فكر استراتيجي لأن دائماً قاعة المدينة  تتطلب أن تكون في المكان الأقدم بالعاصمة .

والله عز وجل وفقني بمسألة انتقائي للرجال الذين كانوا معي في هذه المهمة ، وهذا عامل مهم جداً والدليل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم استمرت رسالته بعد وفاته لانه اختار رجال حقيقين معه ،اذكر كان هناك موظفين رقمهم (30) او (40) في الامانة قدمت لهم الدعم لجهودهم المميزة بالعمل ،أصبح احدهم وزيراُ للاشغال والأخر وزيراً للإدارة المحلية وقبلهم كان شحادة ابو هديب وزير البلديات الأسبق ،هؤلاء انا من قمت برفع درجاتهم وهم من انجحوني بنسبة 90 % بالعمل ،وانهينا هذه المرحلة وانا كلي فخر بتقديم اداء منقطع النظير منها: نفق الحدادة  ،وشارع الاردن الذي قمت بهدم (2000) منزل من غير اعتراض اصحاب هذه المنازل لإنشاء شارع الاردن الذي لولا جهودي لم ينشئ هذا الشارع ،وزرعت وادي القطار نصف مليون شجرة واول أشارة ضوئية في المفرق انا من قمت بإنجازها ،واول اشارة ضوئية في مادبا انا من قمت بوضعها وأول نفق بالزرقاء انا من قمت بتنفيذه كهدية من أمانة العاصمة وقمت بإعادة تعبيد كافة شوارع الكرك ،على العلم بأن ميزانية الأمانة بتلك الفترة لا تتجاوز الـ(55) مليون .

*أهل عمان كرموني وأنا حي

 

وبعد الانتهاء من هذه المرحلة ترشحت للإنتخابات النيابية عام (2003) ،الإنسان عادة يكرم بعد وفاته ام انا كرمت من أهل عمان على حياة عيني كونهم قاموا بإنتخابي لثلاث دورات متتالية في الدائرة الثالثة بسبب عملي بالأمانة ،وأصبحت نائباً لأول رئيس مجلس للنواب مرتين ،واظهرت نتائج تقرير المرصد البرلماني أن النائب ممدوح العبادي كان الأفضل أداءًا بين النواب بنسبة  بلغت %92.5 من حيث التقييم وعدد المداخلات  ، ومجلس النواب السادس عشر قام بتغيير ثلث الدستور؛ أكثر نائب قام بتغيير الدستور ممدوح العبادي ، كون المجلس وافق  على اربعة من اقتراحاتي في المواد (10 ،13،18،39 ) من مشروع تعديل الدستور  .

*الملقي قام بإزاحتي ووضع نائبين مكاني

وانهينا مرحلة النيابية وعدنا للعمل بالعيادة في عمان ،بأخر عامين استدعاني الدكتور هاني الملقي طلب أن أكون على يمينه واخبرني أن لديه (3) نواب رئيس ويريد إزاحتهم لكي أصبح مكانهم  ،وبعد عام وشهرين قام بإزاحتي ووضع نائبين مكاني.

على كل حال دائماً ارددها عدت للحكومة من أجل الحصول على التقاعد ،وانهينا تلك المرحلة ومازالت أعمل بالعمل السياسي حتى البعض يتعجب من انتقادتي المستمرة كوني كنت وزيراً بالسابق وهذا لا علاقة لأنه عندما كنت وزيراً وانا على رأس عملي كنت أقدم الانتقادات التي تسعى لتحسين الأداء العام وهذا تحدث به بالعلن أمام الملأ ،وأعتقد من حقي أن اقدم الانتقاد لأني لستُ عامل مياومة في الدولة الأردنية بحال رأيت أي خطأ أمامي سأتحدث به حتى لو كنت بالحكومة يوم أمس .

– ماذا عن الاشكالية التي حدثت عقب حصولك على اعتلال(جسيم) عام 2018 ؟

عندما أنهيت عملي بحكومة هاني الملقي لم أكن أعلم أن هناك معلولية قدمت حسب الأصول طلب التقاعد  ضمن اوراق المعاملة كان هناك سؤال هل تريد معلولية ،قراري كان حينها أن كنت بحاجة لما لا طالما ذلك وفق القانون ، وبالفعل عندما ذهبت لوزارة الصحة خضعت للفحوصات اللازمة ليتبين بالفعل أني بحاجة للمعلولية نظراً لإصابتي بإنزلاق غضروفي قطني وعنقي ،وأبدى حينها الاطباء تعجبهم من حجم الإصابة لدرجة أن احد الاطباء قال : “كيف تستطيع السير على اقدامك” ،وعلى إثر ذلك حصلت على معلولية وارتفع راتبي وقمت بتأمين زوجتي بعد وفاتي .

وبعد حوالي (3-6) أشهر من حصولي على معلولية قمت بالاتصال مع التقاعد ليخبروني أن عدد المتقاعدين لغاية شهر 8 آنذاك كان (6600) والذين حصلوا على معلولية :6300 ،الغريب كان :” لماذا فقط ممدوح العبادي تم الحديث عن معلوليته دونًا عن الاخرين؟  ،عموماً  من قام بالترويج لهذه المعلولية أشخاص صغار مقهورين مني كوني إنسان صادق وواضح ومستقيم .

 

ما بين هذه المناصب من كان الاقرب على قلبك ؟

بالتأكيد أفضل منصب تسلمته بحياتي :نقيب الاطباء ،كون هذا المقعد لا يوجد عليه أي إملاءات من طرف أخر ،والمجموعة التي تقودها رجال حقيقين غير تابعين لك وليس لديهم رهبة منك كونك لا تستطيع ان ترهيبهم بأي قرار ما ،بالتالي يرتب على النقيب العبقرية بقيادة اعضاء النقابة التي يترأسها ليس من خلال الضغوطات بل من ناحية العمل والأداء ،لذلك هذا المنصب الوحيد الذي أعطيه درجة الـ(100)% وسعدت كثيراً به ،ومن الإنجازات التي قدمناها :مسيرة العودة التي كنت قائدها الفعلي وضمت مئة الف مواطن توجهوا إلى نهر الأردن  وهذا لم يحدث ابداً كون الجو كان مفعمٌ والمسيرة  كانت على شرف النقباء المهنيين في الوطن العربي .

 

*حالة الحكومة كانت مثيرة للشفقة مع إضراب المعلمين 

 

– لو اصبحت يوماً رئيس حكومة ما هو اول قرار ستقوم بإتخاذه؟

أتمنى على جلالة الملك أن يقوم بتشكيل لجنة ملكية للتطوير الإداري -تشريعات الإدارة ،لأن عملية تطوير الإدارة تكمن بجزئين:التشريع وانتقاء الرجل المناسب لهذا الموقع ،وانا قمت بطرح هذه الفكرة على رئيس الحكومة السابق وشرحت له ضرورة تشكيل لجنة ملكية للتطوير الإداري بهدف تطوير الأستثمار ونحن بحاجة ماسة للتطوير الإداري وإعادة بناء جذري في ظل الظروف الصعبة ، ولكن لا أعلم ما سبب عدم تنفيذ المشروع .

– ما رأيك بتعامل الحكومة مع أزمة المعلمين  ؟

لغاية اللحظة هذه غير قادر على استعاب ما حدث بنقابة المعلمين ،أناس يطالبون بحقوقهم وراءهم نصف مليون ،أذكر عندما كنت في المدرسة الشخض الوحيد الذي كان يرتدي البدلة المعلم ،اذا لم يتقدم التعليم لا نستطيع التقدم لأن المعلم أهم من الطبيب والمحامي والمهندس ،وليس من المانع ان يأخذ أكثر من حقه .

وإدارة الدولة لأزمة المعلمين كانت مثيرة للشفقة ،خلال (24) ساعة منحوا المعلم أكثر من مطلبه كان من الأولى منح المطالب قبل استمرار الإضراب لمدة أربعة أسابيع ،قالوا حينها اخوان مسلمين ،وما المانع لطالما يطالبون بحقوق معلمين ،انا ضد الأخوان المسلمين سياسياَ ولكن أن مشوا على طريق الحق والصواب ليس من المانع اتباعهم وهل من المعقول أن جميع المعلمين البالغ عددهم (80) ألف أخوان مسلمين  .

*بحياتي لم أسمع بمثنى الغرايبة

– في احد لقاءاتك الإعلامية قمت بنعت احد الوزراء :وزير من الشارع ، فسر البعض أن المقصود وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الحالي مثنى الغرايبة ،ما تعقيبك على ذلك ؟

ببداية الأمر الأشخاص الذين أعترضوا على هذا التصريح لا يفقهون شيئاً باللغة العربية ولا بالعادات والتقاليد ،هناك فرق شاسع بين :” من الشارع ” و”ابن الشارع” ؛ لأن أبن الشارع :هو الشخص “الأزعر” ، ومن الشارع اي يعني احضروا شخص لكي يصبح وزيراً دون سيرة ذاتية مسبقة وبدون تقييم حقيقي يأهله لذلك ، وانا هذا مقصدي كان .

ومثنى الغرايبة تحديداً بحياتي لم أسمع عنه ،صادفته مرة واحدة في مؤسسة شومان قبل إجراء اللقاء المشار إليه بأسبوعين ،ألقى علي التحية وسألني ان كنت اعرفه ام لا ،حقيقية انا لا اعرفه ولم اسمع بأسمه حتى ،وأصلاً انا لم يكن مقصدي عنه لا من قريب ولا من بعيد لأنه ليس هناك اي معرفة ، وكان مقصدي على عدة وزراء فاشلين بدون سيرة ذاتية مازالوا لغاية الأن بالحكومة  .

*الرزاز يصلح ان يكون محاضراً بإحدى الجامعات وليس رئيساً لحكومة

وأنا قلتها مسبقاً وارددها الأن للوزير مواصفات وقياسات معينة واذكر مقولة وصفي التل عندما رشحوا له احد الأشخاض ليصبح وزيراً  بحكومته كان جواب التل حينها :”هذا الرجل محترم لو لدي ابنة لكنت زوجتها له  ولكن لا يصلح أن يكون وزيراً ،وليس من المعقول بتاتاً أن نحضر أصدقاء لنا ونجعلهم وزراء ،أذكر عندما اصبحت وزيراً للصحة كنت انوي إنهاء خدمات احد الاشخاص و أنسب لأحد الاصدقاء أن يصبح وكيلاً للوزراة آنذاك لأكتشف عكس ما كنت اخطط له حيث أن الشخص الذي كنت انوي بإنهاء خدماته لديه طاقة ومهارة لا توصف والثاني لا يصلح للإدارة ،بالتالي من الخطأ الفادح أن نتخذ اراءًا مسبقة دون النظر للخبرة والتجربة .

ومن الواضح أن الرزاز لا يمتلك الخبرة الحقيقية للإدارة وهو يصلح فقط بأن يكون محاضراً بإحدى الجامعات لا أكثر ،بسنة واحدة أجرى بما يقارب الـ(4) تعديلات وزارية وكل تعديل يغوص بالخطأ أكثر وأكثر ،بالتالي الخبرة ضرورية .

*حرضوا الذباب الإلكتروني لشن حملة ضدي

-هناك اتهام دائما يرافق ممبدوح العبادي وهو توزير انسبائه ،ما ردك على ذلك ؟

هناك شخص تافه كان يعمل بقناة في أورينت نيوز ،استضافني على قناة المملكة وطرح علي سؤال بما يخص انسبائي وأنا لا علاقة لي بأنسبائي ،والدولة الاردنية في إحدى الفترات قامت بتعيين شقيقين واحد لرئاسة الحكومة والثاني لإدارة المخابرات .

وواحد من انسبائي وكيل وزارة الشؤون البرلمانية والسياسية لمدة ثمان سنوات ،والثاني عمل خمس سنوات سفيراً في فيينا وخمس سنوات سفيراً بباريس ونائب رئيس تشريفات ملكية سابقاً والده عمل مدير مخابرات ولديه سيرة ذاتية تتحدث عنه .

واصلاً الحملة التي تم شنها ضدي آنذاك كان القائمين عليها ذباب الإلكتروني مأجورين يحصلون مبالغ طائلة من أجل تبني هذه الحملات ، جاءت بسبب انتقادي  للأنفاق الحكومي غير المبرر كون هناك أشخاص يمتلكون منازل فارهة جداً بقيمة الملايين بدابوق كونهم موظفين دولة كبار لست ضد حصولهم على منازل ولكن ليس بقيمة الملايين لأن  باعتقادي هذا كفر ،يبدو ان اعتراضي لم ينال على أعجاب البعض خلال استضافتني على قناة المملكة ، وقاموا بتسليط الذباب إلكتروني لشن حملة ضدي .

*أول راتب تقاضيته بحياتي (105) دنانير


– كم يبلغ اول راتب شهري تقاضاه ممدوح العبادي؟

اول راتب تقاضيته كان (105) دنانير راتب وكيل وزارة ،عملت أيضاً في عيادتي بالزرقاء كنت اتقاضى (100) دينار يومياً وقمت ببناء منزلي عام (1976) كلفني بناءه (70) ألف دينار ،ولكن بعدما أصبحت نقيباً للأطباء تلاشى كل شيء لأن جميع المناصب التي نتسلمها نتقاضى عليها رواتب والراتب مهما كان مقداره بنهاية يبقى مرتب شهري لا أكثر .

– بحسب ما صرحت بأنك تربيت في أكناف أسرة متواضعة ومررت بفترات قاسية إثر الظروف المادية الصعبة :

– ماذا تعلمت من هذه المرحلة ؟

يبقى الإنسان ابن بيئته ،نحن تربينا على قسوة الحياة وتعلمنا منها الكثير ،أذكر عندما درست بكلية الحسين كان هناك اربع حصص دراسية صباحاً وساعة استراحة لتناول الغداء وحصتين ما بعد فترة الغداء كنت أذهب من رغدان متجهاً لرأس العين ركضاً لتناول الغداء والعودة للمدرسة ، لعدم مقدرتي على شراء رغيف خبز في تلك الفترة .

والحمدالله أنا اليوم حققت كافة طموحاتي على أكمل وجه والإنسان القنوع يشكل لنفسه السعادة دائماً ويرضى بقسمة الله عز وجل  .

-رزقك الله بخمس آناث ولم يكن لك نصيباً من الذكور ،هل ينتابك شعور الحزن أحياناً ؟

الإنسان بطبعه غريب ، عندما رزقني الله عز وجل بابنتي الأولى كنت ادرس في لندن تعرضت لصدمة شديدة  ، لن انسى كيف خرجت على الشارع وانا أبكي أعتراضاً على جنس المولود ، ورزقت بعدها بالثانية وحتى الثالثة التي بقت حوالي اسبوعين بدون أسم من زعلي الشديد ،كان والدي رحمه الله  ينزعج جداً من ردة فعلي ،ورزقت بعدها بالرابعة وعندما رزقت بابنتي الخامسة الله عز وجل نزع من قلبي ذاك الشعور وتلاشى كلياً ولم ينتابني منذ تلك اللحظة ،والله ابنتي الكبيرة غالية أظفرها عندي بالدنيا كاملة .

-اين وجدت نفسك أكثر كسياسي ام كطبيب ؟

بالتأكيد كسياسي .

-بعيدا عن السياسة ،ممدوح العبادي الى من مشتاق اليوم؟

اشتياقي في هذه اللحظة لحفيدي ،ابن ابنتي الكبيرة غالية هو الان يعمل طبيباً بالخارج ،للأمانة هذا الشاب يتحلى بالأخلاق العالية والأدب الجم.