الرئيسية / كتاب الموقع / فأس التعديل في رأس الدستور

فأس التعديل في رأس الدستور

الدكتور صبري الذيابات

بداية اعرض – هنا – فقط للتعديل المقترح باضافة عبارة ” و الاردنيات ” بعد كلمة ” الاردنيين ” بالنسبة للعنوان الخاص بحقوق الاردنيين و واجباتهم الواردة في الدستور .

لا شك ان لفظة ” الأردنيين ” تشمل كل من يحمل الجنسية الاردنية ذكرا كان او انثى ، و بالتالي فان اضافة لفظة ” الاردنيات ” يعتبر من قبيل اللغو و التزيّد غير المقبول قانونا و لغة ، فان كانت لفظة ” الاردنيين ” تشمل الاردنيات فلماذا الاصرار على اضافة لفظة ” الاردنيات ” .

حتى لا يساء فهمي ، انا افسر – قانونيا – انطباق الحقوق و الواجبات الواردة في الدستور – و بصيغته الحالية – على كل اردني ذكرا كان او انثى ، فقواعد الدستور عامة و مجردة و لفظة الاردنيين تشمل الذكر و الانثى منهم ، و ايما حق يتمتع به الاردني في مواضع الدستور فانه يشمل بالضرورة الاردنية .

من واقع خبرتي القانونية المتواضعة ، فانني اوجز اهم مواطن التمييز القانوني بين الاردنيين على اساس النوع ( ذكر و انثى ) :

– قانون الجنسية : تمنح الجنسية لمولود الاب الاردني و بغض النظر عن جنسية والدة المولود و بغض النظر عن مكان الولادة ، و هو ما لا ينطبق على المولود لأم اردنية .

– قانون الاحوال الشخصية : و بما يشمله من قواعد القوامة للرجل على المرأة ، و تعدد الزوجات للرجل ، و اختلاف نصيب الوارث بين الذكر و الانثى ….

– قانون العمل : ينظم عمل المرأة في الاعمال المرهقة و ينظم عملها ليلا ، و كذلك اجازة الامومة و اجازة الرضاعة ، و توفير حضانة لأطفال المرأة العاملة بشروط معينة ….

– الكوتا الخاصة بالمرأة حيثما وردت في قوانين الانتخاب : مجلس النواب و البلديات .

ان المتبصر في احكام التمييز السابقة اعلاه يجد ان لها ما يبررها استنادا الى عوامل دينية و اقتصادية و اجتماعية و اخلاقية و حتى فسيولوجية ، هذا بالاضافة الى ان مفهوم المساواة النسبية بين الرجل و المرأة في الحقوق و الواجبات ، و باعتبار ان دين الدولة الاردنية هو الاسلام ، كل هذا يجعل من المقبول وجود التمييز المشار اليه اعلاه .

اما اضافة كلمة الاردنيات الى عنوان حقوق الاردنيين و واجباتهم فانه يفرض على المفسّر القانوني و على المشرع و على المحكمة الدستورية – لاحقا – اعمال المساواة بالمفهوم المطلق لا النسبي ، الامر الذي يقتضي تعديل كل من قانون الجنسية و قانون الاحوال الشخضية و قانون العمل و احكام الكوتا .

و هنا – و حتى لا يقع الفأس بالرأس :

– بخصوص تعديل قانون الجنسية : هل الامكانيات الخاصة بالتوظيف و الصحة و التعليم و الخدمات … في الاردن جاهزة لاستقبال اكثر من 400 الف مواطن اردني جديد من ابناء الاردنيات .

– بخصوص تعديل قانون الاحوال الشخصية : هل يتقبل الاردني فكرة الخروج على احكام الشرع الاسلامي بل الخروج على حكم الدستور ذاته من ان دين الدولة هو الاسلام ( اشكال التعارض ) و الخروج عن الاعراف و التقاليد المتوارثة بشأن القوامة و الميراث و تعدد الزوجات .

– بخصوص تعديل قانون العمل : هل من المقبول تجاوز المسائل الفسيولوجية و طبيعة بنية المرأة و باعتبارها والدة .

– بخصوص تعديل احكام الكوتا : هل تتقبل الاردنيات الغاء الكوتا و بعد تمكينها ادوار ريادية في مجلس النواب و مجالس البلديات و امانة عمان …

مجرد اجتهاد ، يحتمل الخطأ و الصواب ، و المقصود منه تحقيق العصف الذهني للموضوع .

حفظكم الله ، و حفظ الاردن قيادة و شعبا

جمعة مباركة بإذن الله تعالى

3 تعليقات

  1. المحامي ياسر النواصره

    جزاك الله خيرا دكتورنا العزيز على هذه التوضيحات…..وانا رأي الشخصي لا داعي للتعديل…تحياتي

  2. م. عياده العبدالرزاق

    الكثير الكثير الكثير وراء التعديلات والمتجهة والموجه نحو الانحلال الأخلاقي والقيمي وتدمير بنية الأسرة والعائلة والعشيرة والدين والعرف السليم،،،، إضافة إلى تطبيق سيداو والى أفكار الإبراهيمية مثلما يريدون المنحلبن أخلاقيا في البلاد العربية والأجنبية عليهم من الله ما يستحقون كما الأمم السابقة،
    لكن الحكومة كما الحكومات السابقة واللذين منهم صاروا أعيان الدولة وافقوا على قرارات وتعديلات دستورية أسفل من هذا ومرقوا التعديلات الدستورية على النواب بالرشاوي والترضيات خاصة النواب ولا زال منهم على قيد الحياة ولا زال على رأس عمله نرجوا من الله أن تدور عليهم الدائرة في عقر دارهم كان من كان وشأن من شأن ،،،،
    حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم
    ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم رب العرش العظيم رب العالمين

  3. فيصل الدردور ابو عامر

    حمى الله الاردن من شر الأشرار وكيد الكفار والمنافقين الفاسدين . اللهم انصر الاسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء على الأعداء أعداء الله أعداء الانسانيه . ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين . وجزاكم الله خيرا كثيرا دكتور بميزان حسناتكم إن شاء الله تعالى