الرئيسية / كتاب الموقع / أبو طارق الخارق

أبو طارق الخارق

الدكتور ناصر نايف البزور
يُروى على سبيل التندّر (وأنا أعيدُ الرواية من باب التفكّر والتدبّر) أنّ رجلاً مُفلساً وعديم الأخلاق كان بلا عمل ولا صنعة ولا حتّى أيّ قيمة بين أهل قريته؛ وكان يُدعى “أبو طارق”…🤔 وفي يوم مِن الأيام قرّر السلطان زيارة تلك القرية وجميع قُرى المنطقة المجاورة…🤔 فلمّا عرفَ “أبو طارق” بذلك أسرع إلى قصر الوالي وتوسّل أيّاماً للحرس ليرى السلطان ولو للحظة…😭
وعندما أذِنَ له السلطان بالدخول، جثا على ركبتيه وأخذ يُقبّل أقدام السلطان ويتوسّل إليه وهو يبكي… فقال له السلطان: ماذا تريد يا هذا….🤔 قال أبو طارق: أرجوك يا سيّدي: لي طلب واحد عندك… عندما تزور قريتنا الشهر القادم؛ فقط قُم بإلقاء التحية عليّ عندما تراني؛ ولا أريد شيئاً آخر…🤔 فوافق السلطان وشعرَ أنّ الرجل مختلٌّ عقلياً…🤔
عاد أبو طارق إلى قريته وأخذ ينشر القصص الكاذبة حول علاقته الشخصية الحميمة بالسلطان والحاجب وقائد الجيش…🤔 ولم يكن أحدٌ يُصدّقه عندها… 🤔 وفي يوم زيارة السلطان تجمّع الناس طوال اليوم ينتظرون وصول السلطان إلّا “أبو طارق” حيث وضع كرسياً تحت الشجرة وأخذ يُدخّن “هيشي”…🤣
وصلَ موكب السلطان… وأثناء مروره بحشود الناس رأى أبا طارق جالساً ولا يبدو مُهتماً بموكبه…🤔 لم يشأ السلطان مِن كرمِ أخلاقه ونُبله وحُسن تربيته أن يُخلف وعده… فالتفتَ نحو أبي طارق وقال له بصوتٍ مُرتفع: كيف حالك يا أبا طارق…🤔 عندها نظر أبو طارق نحو السلطان بقليلٍ من الاهتمام وردّ عليه: “تِسلم تسلم… بَس الليلة الماضية كنّا سهرانين سوا… بشوفك الليلة إن شاء الله” 🤔🤣 ومنذ ذلك الوقت والناس تعتقد أنّ أبا طارق صديقٌ حميمٌ للسلطان… فباتوا يحترمونه ويُقدّرونه ويُقدّمون له الهدايا والأعطيات…🤣
هذه القصة غير الحقيقية قد تعكس جانباً مُهمّاً من الدلالات النفسية والسلوكية للعبارة الإنجليزية الشهيرة:
“Somebody is Dropping Names”
وهذه هي إحدى تطبيقات نظرية “البالون”؛ وهي مِن أصدق النظريات وأكثرها تفسيراً للخلل الذي ينتاب الكثير مِن العلاقات الاجتماعية…🤔🤔
أنا شخصياً جرّبت هذه النظرية وشهدتها أكثر مِن خمسين مرّة مَع أشخاص مِن شاكلة أبي طارق الخارق…🤣🤔😤 فمَن مِنكم حصلت معه قصص تنطبق عليها هذه النظرية بطريقة أو بأخرى…🤔🤔 #للعقول_الراقية_فقط

تعليق واحد

  1. وهاض متوفر بمجتمعات العرب تنتشر صور كثير من الناس، وهم يعتبرونها تشريف اما بمصافحة او لقاء مجتمعي وينسخوها ويصورها ببرواز مجسم تحتل المكاتب والمجالس وما طالت ايديهم وكأنهم حصلوا على صك الغفران،، وبعضهم يدبلج صوره ليعلقها،،،،. الخلاصة؛ في وعي الأيام وان بقي مغفلين تكون العقول ناقصة تخدعها الصور،، أسأل الله العظيم ان يصحوا،،