أعداء في الدبكة.. بسام السلمان

أعداء في الدبكة

بسام السلمان

في نهاية مسلسل الخربة – هذا المسلسل الذي يعد من أجمل أعمال الدراما وأجمل ما كتب – في آخر حلقة من المسلسل الذي بلغت حلقاته  30 حلقة في نهاية المسلسل تصافت القلوب بين أبناء القرية من تجمعي بيت بو قعقور وبيت بو مالحة، وقد كان الكره بين العشيرتين قد وصل إلى ذروته بحيث أن كل عشيرة كانت تجهز خازوقا للعشيرة الأخرى أو لمن يمثلها وهما “أبو نمر وأبو نايف ”

في الحلقات الأخيرة من المسلسل انتبه أبناء الخربة إلى أنه لا يوجد ما يفرقهم عن بعض ولا يوجد أي سبب لوجود الكره والحقد بين العشيرتين، واكتشفوا أن سبب العداوة هو   كبير بيت بو مالحة” أبو نايف ” وكبير بيت بو قعقور “أبو نمر ” وقد تعرضت القرية للكثير من الكوارث الإنسانية وتسبب باراقة الدماء والحرب النفسية والمالية والاجتماعية بدون سبب فقط نصرة لعدد ممن يدعون قيادة التجمعين.

وبالمناسبة كان قادة التجمعين يسهرون معا ويشربون الشاي معا ويخططون لإبقاء الفرقة والحرب في القرية من أجل ان يظل كل منهم قائدا وشيخا لعشيرته ويستمر بالسيطرة عليهم في كل شؤون حياتهم وما عليه إلا أن يصيح” عليهم..  عليهم” فتجد الطوابر مصطفة وجاهزة لكل ما يرضي الشيخ.

المهم في الأمر ان الأهل في المشهد قبل الأخير من الحلقة الأخيرة اصطفوا سويا بالدبكة بمحبة ووئام تاركين شيخي الكبة على رأي الاستاذ صياح وحدهما حتى نفجة ابنة أبو نمر تركته وذهبت إلى زوجها توفيق بعد أن شعرت إنّ المشي خلف والدها تسبب بطلاقها.

في آخر مشهد من المسلسل حاول أبو نمر وأبو قعقور أن يركبا الموجة بعد أن شعرا بالخسارة فاتفقا أن يصطفا في الدبكة مع أهل القرية إلا أنهما وجدا كل شيء قد انفض وعرس المحبة انتهى، وعلى رأي نفجة”اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب”.

كم أتمنى أن أرى شخصياتنا التي تحاول أن تقود الدبكة متحابة ومتأنسة ومتقاربة بالقلوب وليس فقط بالأجساد من أجل المصلحة العامة لا من أجل الاستعراض فقط لاغير.

رأيتهم في خربتنا مصطفين في الدبكة وقلوبهم شتى وكم أتمنى أن أراهم على قلب رجل واحد ويلعن أبو الانتخابات والكراسي.