الرئيسية / كتاب الموقع / د.معاوية الياسين يكتب..عين على الرمثا في فترة الانتخابات

د.معاوية الياسين يكتب..عين على الرمثا في فترة الانتخابات

الدكتور معاوية الياسين

الرمثا في هذه الأيام منشغلة بانتخابات المجالس البلدية واللامركزية،هذه الانتخابات التي تعاودنا كل أربع سنوات منذ عقود، والسؤال هو ماذا سنتستفيد من هذه الانتخابات وهل علمتنا شيئا من الديمقراطية وحرية الرأي واحترام الآخر؟
بالنظر لما حدث ويحدث في فترة الانتخابات من تجاذبات وتعصب اعمى لفئة معينة دون الاخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة،فانني اعتقد ان هذه الانتخابات يرافقها سلبيات من قبيل الصراعات غير النزيهة بين الأفراد والعائلات في كثير من الأحيان، والعيب هنا ليس في فكرة الانتخابات بحد ذاتها ولكن في طريقة تفكير المجتمع المبني على عقلية عشائرية بدائية، وخاصة ان هذه فترة انشغال الناس ببعضهم، وخاصة ضد بعضهم، وللأسف حتى هذا اليوم لا جديد تحت الشمس، ما زلنا تحت غطاء العائلية والمحسوبيات وفي مدينة كبيرة، وكل واحد يغني على ليلاه. أتمنى أن أجد حسنات في عملية الانتخابات في مدينتنا ، الاخ يعادي اخاه ،الرجل وزوجه ، الجار وجاره ،الصديق وصديقه ، وأما المرشحون فواحدهم سيعد العدة لأكبر عشاء للاحتفال،والالعاب النارية والباقون يبكون حظهم التعس والمال والجهد الذي ذهب مع الريح.
نحن القرن الواحد والعشرون ، والرمثا كغيرها من مدن وطننا تعيش على ارث ثقيل ،والرماثنة منقسمين بين هذه الفئة وتلك ، وكاننا في بلد يحكمها حزبان ، يسار ويمين ، حزب هم اصل البلد وحزب دخيل من المهاجرين تجمعوا وانشقوا واسسوا حزبا مضادا للاخر ، رغم انهم يحملون كليهما نفس الصفات ، نفس الجينات الوراثية العرق والدين والدم واللون،، واختلطت بينهما الانساب والمصاهرة، فئتان من اصل واحد ،اب وام ،ادم وحواء، وانصهرا سويا في مجتمع ريفي بسيط حكمته علاقات اجتماعية مميزة ،لكن حكم الفرد الواحد المسيطر على مقدرات عشيرته فكريا واجتماعيا وماليا ، اضر بهذا النسيج الاجتماعي فالتفت كل فئة حول ذلك الفرد، على الخطأ والصواب ، دون النظر الى ما تؤول اليه الامور من فرقة وانشقاق بين افراد مجتمعهم.
الرمثا ايها السادة ومن زمن بعيد وما يحدث فيها وخاصة هذه الايام تعاني من واسمحوا لي ان اقول هذه الكلمة حالة من (التخلف) الفكري والعقائدي ، رغم ان عملية اختيار الشخص المناسب ليكون ربان السفينة لايصالها لبر الامان ظاهرة صحية ، ولا خلاف على ذلك، لكن هذا في المجتمعات التي ارتقت بتفكيرها واثرت المصلحة العامة دون النظر من يكون القائد ومن اي فئة او عائلة.
من زمن غابر ونحن نعيش في الرمثا حالة من عدم المعرفة ،لا نقرأ التاريخ ،وان قرأناه لا نفهمه او لا نريد فهمه واستيعابه، زمان الرجال الاوائل رحمهم الله جميعا مضى ، وارثهم توارثته اجيال فهموا الدنيا بكل متغيراتها ، وتثقفوا ،المهندس والطبيب والمحامي والمدرس ..الخ، واصبح لدينا جيل يفرق الغث والسمين ،بين ما ينفع وما يضر، الرمثا تزخر بالرجال المخلصين الاوفياء لبلدتهم ويبغون نهضتها وارتقائها ولكن ما دمنا ندور في فلك العنصرية المقيتة والتى عفا عليها الزمن ،لن يتغير شئ، افيقوا ايها السادة من سباتكم ،ليس هكذا تورد الابل، فبين هذا المجتمع الذي نعيش اختلطت الانساب فالعم من هنا وهناك كذلك الخال .والصهر والصديق واصبحت الروابط الاسرية اكثر متانة وقوة وبين مصلحة الرمثا خيط رفيع فان قطع هذا الخيط اصبحت الرمثا ذكرى مدينة .

8 تعليقات

  1. ياريت نتعلم من هاي الكتابات..ياريت

  2. عبد المجيد ذيابات

    نعم صحيح ما زلنا في زمن التخلفي السياسي والاجتماعي والديمقراطي.. الشغلة مطولة يا دكتور

  3. د. معتصم درايسه

    الرمثا مدينة عشائرية والحساسيات العشائرية موجودة خاصة في فترة الانتخابات لكنها ليست لتلك الدرجة من السوداوية لدرجة ان يكره الأخ أخيه والزوجة زوجها والصديق صديقه، بل ارى أن الانتخابات تخلق حراكا يحبه الناس وينخرطون به ربما ليس بالطريقة التي نحبها بحيث تصب لصالح مقولة “الرجل المناسب في المكان المناسب”.
    لكننا على آية حال، لانشهد اي شجارات او صراعات بين الفريقين المتنافسين التقليديين (زعبيه وفلاحين)، بل على العكس نجد الطرفين يتوجهان لصناديق الاقتراع سوية بكل سرور ومودة ومحبة بعيدا عما يضمرانه من مشاعر اتجاه المرشحين، وكل ينتخب من يحبه ويرغب به.
    كلنا أمل ان نصل لمرحلة يرضى فيها الناخب ضميره ويضع مخافة الله عند الإدلاء بصوته بعيدا عن اي تخندق عشائري، مع صعوبة ذلك الا لفئة قليلة من اصحاب الصدور الواسعة والعقول المنفتحة.

  4. شكرا كثيرا على ما تقدمه انت والكتاب … مشان الله ظلوا اكتبوا بكلي صار في فايده

  5. فهمي عبد العزيز

    … وهل علمتنا شيئا من الديمقراطية وحرية الرأي واحترام الآخر؟
    …الجواب واضح تماما.. إنه عمى فكري وعقائدي، تقوده “نخبة متعلمة” بضمنها المدعية بالعقائدية الفكرية الحزبية القومية واليسارية والدينية، تُعيد إنتاج ما نقلها إليها بالمشافهة آباء وأجداد “أميون”، فمحى (المهندس والطبيب والمحامي والمدرس ..الخ).. ما اكتسبوا من علوم العصر.. ليستمر اجترار ما تبقى من صحراء القحط والرمال..؟!
    وأما “الرجال المخلصين الاوفياء”.. فقد تم طمرهم بقصد مجتمعي متخلف أو مُنتفع، وبموازاته قصد وإصرار “قوى النفوذ الحكومي والمالي الريعية أو التهريبية أو الفاسدة..”.. بل وهم أيضا من طمروا أنفسهم.. لتعمل “نظرية وآلية الفراغ”.. بتسويد “الفرد ذوي النعمة المحدثة” و”العقلية العشائرية البدائية”.. وهكذا تعيش الرمثا، بل والأردن عامة، خارج “القرن الواحد والعشرون”، بينما “المجتمعات التي ارتقت..” عقليا وفكريا.. مضت إلى أمام بالفعل لا بالقول، تجوب الأرض وتنطلق نحو أعالي الكون باحثة عن كوكب حي آخر.. في حين أن “العقل الاجتماعي العربي” بقي مسكون بشتى أنواع “الجن والساكون والغول” وخرافات وأساطير العشائرية المتعصبة، وكأن حاسة النظر نُقلت من موقعها العضوي الأمامي على مقدمة الجمجمة إلى جزءها الخلفي، وهذا بالطبع “خلل ومرض عضوي وثقافي” عمقته نخبة المحاماة والطب والهندسة المتخلفة.. فلم يعد للعقل وظيفة ذهنية حياتية أبعد من وظيفة المعدة والغريزة..؟؟!!

  6. يا ريت ظلت على زعبي وفلاح اثارها لا تزيد عن فترة الانتخابات .
    الان حرب ضروس بين مافيات الانتخابات من اصحاب المال السياسي واتباعهم اصحت تكتلات وصفقات تدار في جلسات مظلمة حتى لم يعد للناخب راي في الانتخاباب طالما تم قبض الثمن من قبل الوكيل اما المرشح فلا يحتاج لكفاءة واختصاص وثقافة بل ان يكون من ضمن التيارات النتنة وعمليات التسويق والتجميل موجوده بفضل القمرجية واصحاب الرأي والتشييخ والصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي الهابطة .

  7. الشيخ عبد الله

    وسيبقى الحال على ما هو عليه ولن يتغير الامر رغم وجود الكثيرين يا دكتور الذين يكتبون شيء ويفعلون شيئا اخر مع اعتذاري لك واحترامي

  8. تحية واحترام لك دكتور معاوية.. شكرا جزيلا على الكلمات الرائعة في مقالك الذي وضعت فيه يدك على جرحنا النازف منذ عشرات السنين وللاسف المثقفين والمعلمين الذين ذكرتهم اغلبهم ان لم يكن كلهم يتبعون العشائرية وعند الصندوق لا يعرفون الا زعبي وفلاح.