حشري وحبة زرقاء

 

بسام السلمان

يوم الخميس على ليلة الجمعة، قررت زيارة صيدلية الحارة، لشراء حبة واحدة من الدواء، لبست كمامة حتى لا يعرفني صيدلاني الحارة، وطلبت احتياجاتي وقبل ان يناولني الصيدلاني الحبة الزرقاء دخل زبون حاولت ان اتجاهله، وبعد ان طرح السلام وجه سؤاله لي كيفك استاذ… طمني ان شاء الله ما في اشي؟  وليش لابس كمامة؟ وقال وهو يضحك يا رجل انت مصدق انه في كورونا.

اصبح وجهي يتلون ما بين الاحمر خجلا والاصفر خوفا، وتصببت حبات من العرق من جبيني، وارتجفت اعضائي الخارجية من يد وساق وزادت دقات قلبي وربما لو طلبت من الدكتور قياس ضغطي لوجده تجاوز ال 100 على 140 او العكس ولوجد السكر عندي قطع ال 300، وحتى اخرج من الحرج قلت له “بدي اشتري حبوب لوجع الراس تبسم الصيدلاني وكأنه يقول لي ” كنت عارفك يا استاذ وكنت عامل حالي مش عارفك”.

في ناس بتحشر خشومها بكل صغيرة وكبيرة وعلى سبيل المثال بتحب تعرف كل شيء، البضة مين باضها والجاجة مين جابها حتى لو حاولت تتناساه بظل مصر يعرف

مثل صديقي الحشري الذي خرب على الدكتور بيع الحبة وخرب عليّ تلك الليلة ومثلها من الليالي القادمة ربما تزيد عن الشهر واكثر.

نصيحة لصديقي الحشري اذا وجدت رجلا ليلا في احدى الصيدليات وخاصة يوم خميس على جمعة حاول ان لا تدخل وانتظره حتى يخرج، واذا دخلت حاول ان تتجاهله بالنظر الى انواع الدواء المختلفة لانك ان تذاكيت وحشرت انفك في ما لا يعنيك قد تسبب له ضياغ فائدة الحبة الزرقاء وقد تجعله يخرج من الصيدلية دون شراء.

ونصيحة اخرى لمن يسألون عن كل شيء وانا هنا لا اقصد احد بعينه لا تسأل عن اي شيء لصديقك او قريبك او جارك، لا تسأل حتى لا تتسبب له او لك بالاحراج.

المهم صديقنا الحشري ضيع علينا فوائد تلك الحبة وسوف اشتريها في المرات القادمة من العاصمة عمان حتى لا يجدني ذلك الحشري.

لم يكتف صديقي الحشري بذلك بل انه لحق بي الى الشارع وراح يصف لي انواع الدواء للصداع ونسي حضوره للصيدلية او انه بطل يشتري العلاج.