يصطفلوا

بسام السلمان

عرض علي احد الأصدقاء فكرة الانتساب لحزب جديد يتم التحضير لإشهاره والإعلان عنه وعن تأسيسه تحت اسم (يصطفلوا – يسطفلوا)، واكد لي الصديق ان حزبه مدعوم من الدولة وسوف تكون له الاغلبية في مجلس النواب وبالتالي سوف يشكل الحكومة القادمة، وزاد صديقي محاولا اقناعي انه سيكون لك مقعدا في الحكومة القادمة، وحدد الصديق الحقيبة التي سوف اتسلمها في حال شكل حزبهم الحكومة وهي حقيبة وزارة الزراعة على اساس اني ازرع في حديقة منزلي عددا من اشجار المانجا والبباي واشجار اخرى غريبة عن ارضنا ووطننا.

وبالطبع فإن اسم الحزب ربما يكون معروفا لدى الجميع كمصطلح شعبي لعدم المبالاة والاهتمام.لكن صديقي اللامبالي والذي اعرف عنه صفات الكسل وحبه للدعة والراحة و ( أكل ومرعى وقلة صنعة )وعدم المشاركة في أي حوار سياسي أو ثقافي أو اجتماعي وحتى يعجز عن طلب كأس ماء من أخيه الأصغر والذي لمّا اخبروه انه يتسرب من المدرسة قال(يصطفل) هذا الصديق اللامبالي فجأة أصبح حزبيا ويسعى لحشد الأسماء والأموال لتأسيس هذا الحزب ويعمل على جمع كل وسائل الإعلام لتغطية ونقل حفل إشهاره رسميا على الهواء مباشرة.

هذا الحزب الذي وضع له شعار ( كل واحد بحاله) و( بعد عن الرأس واذرب –واضرب) ينوي بعد أن يدخل البرلمان بأغلبية الثلثين من الأعضاء ينوي تشكيل حكومة  يطلق عليها حكومة (يصطفلوا) اسوة بما كان يطلق على الحكومات السابقة من اسماء مثل حكومة الإنقاذ الوطني وحكومة عنق الزجاجة وووو.

وللعلم فان عدد المنتسبين لهذا الحزب كما اخبرني صديقي الذي ينوي أن يكون الأمين العام للحزب والناطق الرسمي والإعلامي ورئيس المجلس الأعلى للتشريع بسبب عدم تفرغ الأعضاء لمثل هذه المناصب غير الهامة – اخبرني أن عدد المنتسبين سيصل سيزيد عن المليون واغلب أعضاءه ممن قالوا ويقولون لرفع الاسعار وللبطالبة وزيادة العنوسة وانتشار المخدرات والنصب والمهرجية اصطفلوا وللفقراء وللباحثين عن عمل والباحثين عن الزواج وللعشاق في عيد الحب ولأطفال إشارات المرور وعمالة الأطفال وحقوق العمال وحقوق المرأة وحقوق الانسان ولارتفاع الأسعار وارتفاع عدد الأميين في الوطن العربي إلى 70 مليون شخص وانخفاض نسبة البحث العلمي إلى اقل من 1 % وتراجع الحريات الصحفية يصطفلووووووووووووووووووووا ..يسطفلوا وستين يسطفلوا ، على رأي المرحوم حسني البرزان  .

صديقي الذي هبط على العمل الحزبي ببرشوب، او مظلة، والذي دفع في احدى حملاته الانتخابية اكثر من 100 الف دولار لكن غيره دفع اكثر، اكد لي في نهاية حوارة ” ان الحياة الحزبية لن تتطور بدون وجود قانون انتخابات يكفل لها الوصول الى السلطة”.

هذا المقال من وحي الخيال، وأي تشابه أو تطابق بينه وبين الواقع فهو من قبل سوء الحظ ليس لي فحسب، بل لاسماعين نفسه.

 

تعليق واحد

  1. يا خوف قلبي إنك فصلت حزب دونكشوتي بس مفصل على قد الحكومة وهاظا إللي بناسبهم وممكن اتشووووفه على أرض الواقع !