الرئيسية / كتاب الموقع / اختي ام علي واختي ام ادهم

اختي ام علي واختي ام ادهم

 

بسام السلمان

على الرغم من انني اكبر من اختي ام علي بعدد من السنوات الا انني ارى فيها امي وعندما احضنها اشعر بحنان مختلف يشبه حنان امي، فهي ﻧﺒﺾها وهي اجمل احساس تحس به نفسي، فهي تشبهها جسدا وروحا.

وعندما اكتب عنها فإنني اكتب عن حنان امي وطيبة امي، ولاذكر لكم موقفين متشابهين حصلا معي، واكثر ما يكسر الرجل هو احتياجه للناس، ففي سنة الكورونا اللعينة اوقفت المؤسسة التي كنت اعمل فيها رواتبنا ثم خفضتها مما جعل الراتب لا يكفي المستلزمات التي نحتاجها وهي كبيرة خاصة في وجود طلبة جامعات واقساط بيت وسيارة.. الخ، المهم في الامر كنت في احد الايام في منزل امي، ابيت تلك الليلة، ولا اعرف كيف شعرت أمي انني مخنوق، لا بل اعرف، انه قلب الام الكبير، فجأة اخرجت من محفظتها مبلغ 20 دينار وقالت لي بطريقة مرحة ” هاي العشرين دينار قرضة لاخر الشهر” للامانة في تلك اللحظة شعرت انني بالفعل ما زلت طفلا يأخذ مصروفه المدرسي من امه، دمعت عيناي ليس لان المبلغ ربما يحل مشكلة يومية ولكن للفعل الذي قامت به امي، الامر الاخر وهو تقريبا مشابها له في اواخر ايام رمضان وقبل اقترات العيد بيومين وايضا في سنة الكورونا اللعينة، ولم تكن المؤسسة قد صرفت لنا اي رواتب، وعانينا الامرين ولكني ولله الحمد لم اشعر حتى افراد اسرتي بالضائقة المالية التي نعيشها في رمضان وقدوم العيد واذ بأختي الحنونة ام علي تتصل بي وبدون سابق انذار وتخبرني انها تملك مبلغا من المال وتريد ان ” تخليه معي سنة زمان” شكرتها جدا لموقفها الذي افتقدته من..  واعتذرت منها لاني لا استطيع اخذه، المهم في الامر كنت في اليوم التالي استلمت جزءا من رواتبي المتأخرة وصلني عن طريق حوالة من صديق لي وتم حل المشكلة.

بربكم اليس الامر فيه تشابه، اليس هو نفسه قلب الام وحنانها.

اما اختي السادسة، وهي التي لم تلدها امي فهي ام ادهم، هذه السيدة المغتربة التي كلما تحدثت معي من خلال رسائل الصوت شعرت بحنانها وطيبتها، وقلت في نفسي يا الله ما اروع حنان ﺃﺧﺘﻰ، ما ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻷﺧﺖ ﺣﻴﻦ تفرح لفرح اخوانها، فلا شيء يشبه فرح الأخت لاخوتها، فهي المستراح عند التعب، واللين عند القسوة، والأمان عند التعب، ﺗﻤﺴﺢ ﻛﻔﻮﻓﻬﺎ دمع اخوتها ﻓﺤﻨﺎﻥ ﺍﻷﺧﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺃﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﺍﻷﻡ.

كلما شعرت اختي ام ادهم بجائع او مريض اسرعت لتقديم المساعدة له دون صور ودون اعلان واعلام ونشر وبروزة، لم ترغب في يوم من الايام بالظهور نهائيا، شخصيتها قيادية محبة للخير وتقدمه دون ان تسأل لماذا ولمن، انسانة مبادرة جميلة بأخلاقها ونفسها الطيبة، حنونة جدا وهي قلب حنون يمنح الحب لكل من يعرفهم، ولقد اصبحت جزءاً منا.

مهما كتبت من كلمات عن أختي ام علي واختي التي لم تلدها امي ام ادهم لن أستطيع أن اوفيهما حقهما أبدا.

تعليق واحد

  1. لبكي الهندي

    الاخت بعد رحيل الام … تصبح في مقام الام وان كانت تصغرنا سناً .. نرى بها ابتسامه الحنان الي غابت عنا ونستشعر قلب الام الذي زرعته الام بجسد ابنتها قبل رحيلها من خلال تلك التصرفات العفويه .. وتبقى الانثى ان كانت ام او اخت .. الحرائر المؤنسات