دون كيشوت…. الأردني

-دون كيشوت…. الأردني

صفوان الروسان

دون كيشوت هي رواية

ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍإﺳﺒﺎﻧﻲ ” ﻣﻴﻐﻴﻞ ﺩﻱ ﺳﺮﻓﺎﻧﺘﺲ ”

وﺩﻭﻥ ﻛﻴﺸﻮﺕ ﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻧﺤﻴﻒ ﻃﻮﻳﻞ ﻗﺪ ﻧﺎﻫﺰ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ

أهم معاركه :

1_ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻃﻮﺍﺣﻴﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ :

حيث اعتقد أن ﻃﻮﺍﺣﻴﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍء ‏، ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺫﺍﺕ أﺫﺭﻉ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، فصال وجال وحاربها بكل قوة

2_ ﻣﻌﺮﻛﺔ الكباش :

ﺛﻢ ﺗﺠﻲﺀ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍلكباش ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻓﻼ ﻳﻜﺎﺩ ﺩﻭﻥ ﻛﻴﺸﻮﺕ ﻳﺒﺼﺮ جموع الكباش وأصواتها تملأ ﺍﻟﺠﻮ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﻴﻞ إﻟﻴﻪ أﻧﻪ ﺯﺣﻒ ﺟﻴﺶ ﺟﺮﺍﺭ ﻓﻴﻨﺪﻓﻊ ﺑﺠﻮﺍﺩﻩ ﻟﻴﺨﻮﺽ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺎﺣﻬﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻟﻴﺜﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﻭﻳﺨﻠﺪ ﺍﺳﻤﻪ ﻭﺗﻨﺠﻠﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻋﻦ قتل ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍلكباش.

 

أما دون كيشوت الأردني…. لا يحارب طواحين الهواء ولا يحارب الكباش ولا يحارب أصحاب القرار، إنما يحارب ممن هم على شاكلته، رغم الفساد الظاهر

فينتقد المعلم، الموظف، عامل الوطن، وإذا أراد ان يزيد العيار،

يتناول وزير ما بتعليق سكر خفيف. أويتحدث عن هفوة نائب بصوت مبحوح

أطاح الضبع بصاحبه، أم تنمر (دون كيشوت) الأردني عليه.

هل أصبح القتال على صفحات التواصل هو السلاح الوحيد الذي يملكه الدون كيشوت.

يبارك ويعزي، يرشح ويترشح، يوافق ويعارض، يتلاعب به الإعلام الموجه.ويدخله في دوامات لاتنتهي. يسير به لحروب مع غيلان وهمية ،ويترك همومه الحقيقية

من معركة الإعفاءات الطبية إلى معركة تأجيل القروض..

.

فيحارب رغماً عنه، يمدح من لا يريد، ويسقط من لا يريد، يحركه الإعلام كبيادق شطرنج حيثما يشاء وكيفما شاء وهو يعتقد نفسه من المحاربين الأبطال.

مسكين دون كيشوت الأردني يقاتل ويحارب بالريموت كنترول، يصنع من التراب طواحين هواء، تزول مع أول قطرة مطر بآخر أيلول، ومن العصي رماح. تستخدم فقط لقرع الطبول. ويترك معاركه الحقيقية

دون قتال.

ولكن مهما حدث تبقى الأردن فينا … العشق الذي لا يزول، نتغنى بها صبح مساء. وفي كل الفصول.