الرئيسية / كتاب الموقع / براءة اللون الأخضر 

براءة اللون الأخضر 

 

الدكتور عصر النصر

لو كان للون الأخضر أذنٌ تسمع ولسانٌ ينطق لأعلن براءته مما ينسب إليه اليوم، ولكن ليعذرنا اللون الأخضر فإنا أبناء أرض قد أورثتنا قوة ودافعية حتى أننا نختلف ونختلف مرة بعد مرة في كثير من أحوالنا ثم لا نلبث أن نجتمع، فهو يعلم _اي اللون الأخضر _ أن هذه الدافعية والروح فينا تظهر في كل شيء، هي التي نقلت كرة الحارات لتكون الأجمل في الكرة الأردنية وتعتلي رأس هرمها، وهي التي لمع نجمها مع أفواج الخريجين في الجامعات حتى اعتلى أهلها أعلى النسب، وهي التي أشرفت شمسها في سماء دور القرآن فكان لأهلها المراكز المرموقة، وبعد هذا هل يعتب علينا اللون الأخضر.

لو كان للون الأخضر لسان لقال لنا بملء الفم أنه لا علاقة له بالدين من قريب أو بعيد فهو لون لا يضر ولا ينفع، فلم يكن اللون المحبب للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد لبسه ولبس الأسود والأحمر والملون، ولبس الأبيض وحث على لبسه وقال خير لباسكم البياض . . ولو استطاع اللون الأخضر أن يهمس في أذن أحد لقال له أن المقام القديم قد صدق وعده وأعلن أنه بريء من النفع والضر وأن ما نسبه إليه الناس غير صحيح، وأنه قد تصالح مع الواقع بعد أن انتشر العلم والمعرفة ثم غادرنا وغادرناه.

لو كان للون الأخضر لسان ينطق لصرخ بنا وقال هل انتهت كل مشكلاتكم فلم يبقى إلا هذا، يا قوم أنا لون تختفي خلفي أشياء وأشياء ورغبات وأهواء لا استطيع ذكرها لأن أصحابها قد بلغوا ما بلغوا من القوة والنفوذ، يا قوم أنتم من يريد إعادة رسم حدود التاريخ الذي كان لمدينتكم وليس أنا، فأنا لون لا حول لي ولا قوة.

وقبل أن يغادرنا اللون الأخضر يترك وصية يشكر كل عامل على عمله، فكل من خدمة مدينتا نحبه وندعو له بالخير، ونضع أيدينا بيده، مدينتا التي كنا كلنا نجتمع في أحيائنا على هاتف واحد، وتلفاز واحد نختلف ثم نتفق.

تعليق واحد

  1. كل الانتقادات للون الأخضر كان منبعه غل في الصدور وعنصرية بغيضة وخاصة لدى فئة الشباب وللأسف…….هاي اخي الكريم حجة الفاشل والمفلس الذي يبحث عن وضع العصي بالدواليب