مطر نيسان

بسام السلمان

اشتي وزيدي

بيتنا حديدي

وعمنا عبد الله

والرزق على الله.

بهذه الكلمات كنا ننشد عندما تبدأ السماء بركاتها ويبدأ الغيث وفي اول نزول للمطر، فكنا نسارع بارتداء ملابس الشتاء الثقيلة والتي ما زالت رائعة التخزين فيها، ونخرج الجزمة المطاط من مخبئها، حذاء ذو ساق طويل من انواع مختلفة كان اجودها جزمة عصفور والتي سهل تلميعها من مياه” البواطيس ” اماكن تجميع مياه المطر، غير آبهين للمطر الغزير وللبرد وحتى للعقاب الذي ينتظرنا في البيت من امهاتنا، وفي هذا العام قد تأخرت الشتوية، واخر الله سبحانه وتعالى نزول المطر وكدنا ان نقنط وأشتقنا لرائحة التراب في اول ملامسة بين الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي وبين التراب العطشان جدا للحياة، ورحنا نشتاق “لريحة” المطر، فكم مرة رفعنا ايدينا نتضرع الى الله أن يسقينا غيثا، وها هي السماء تنهمر من خيراتها، وفتحت علينا مدرارا ورحنا ندعو الله سبحانه وتعالى “اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا”
فللمطر رونق خاص نراه في قطراته العذبة ونستشعره برائحته الفوّاحة التي تشعرنا بالأمل وتخبرنا بأنّ الخير أتٍ، فتجدنا ننتظره بفارغ الصبر لينشر على وجه الأرض تفاؤل من نوع خاصّ.
ولمطر نيسان وضع مختلف، فهو مطر الربيع النقي، مطر التوبة والغفران والدعاء الى الله بالرحمة والمغفرة والعفو، ومن منا لا يحب المطر؟ ومن منا لا يحب تساقط حباته على الاجساد معلنة غسيل الهموم وبداية الحياة.
ومن منا لا يعشق المطر، فهو الحب والخير والفرح والانعاش والطمأنينة، ومن منا لا يحب نسيان وازهاره وورده، ومن منا لا يحب المطر في نيسان، المطر مبارك ونيسان ايضا مبارك.

في نيسان تتفتح كل الأزهار حتى تلك التي غيرت وجه الارض في آذار تبقى على جمالها لتستقبل معنا هذا الشهر الجميل وتترعرع وتزدهر بكل طيف من أطياف الألوان الجميلة وتبث أريجها العبق وتغمر نفوس وقلوب العشاق بالسعادة والبهجة محملة بنفحات الهدوء والراحة وتدخل صدورنا مليئة بالحب والطيبة.

مطر جمع شهر الربيع وشهر البركات والخير شهر رمضان المبارك، انه مطر نيسان.