الرئيسية / كتاب الموقع / صباح الخير

صباح الخير

بسام السلمان

خلال جولتي الصباحية والتي تستمر لمدة تزيد عن النصف ساعة بقليل امربها من امام بعض المدارس والمؤسسات الحكومية والمدنية، اقرأ لنفسي فقط وليس لغيري حالة الناس من خلال مسيرهم في الشارع او من خلال طرح الصباح عليهم او تلقي الصباح، المزاج العام بالاغلب “متكدر ومنكد ومغثوث البال ” يا ترى ليش؟ المهم في الامر ان ما يغير مزاج الصباح المتعكر هو رؤية طلبة المدارس صباحا وهم يقطعون الشوارع والمسافات متجهين الى مدارسهم سواء كانوا فُرادا او جماعات، واحاديثم التي اعتقد انها شيقة رغم بساطتها، ورؤية ظاهرة جديدة انتشرت، ظاهرة ارى انها طبيعية، وهي حمل طالبات المدارس وخاصة صاحبات المريول الاخضر اكواب القهوة” المق” وسررت جدا وانا ارى طفل يمسك بيد شقيقته ذات المريول الازرق وهي ترتدي نظارات شمسية، كان المنظر جميلا لدرجة انني تمنيت لو التقطت لهما صورة، كان يمسك بيدها بخوف وحرص وحماية الاخ على اخته.

ومما لفت انتباهي انتشار ظاهرة الدراجات الهوائية”البسكليت” بين الطلبة والتنقل بها من البيت الى المدرسة، وبالمقابل اشعر بالفخر والسرور عندما ارى ذلك الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الهمم، وهو يقطع مسافة تزيد عن الاربع كيلومترات متوجها الى مدرسته سيرا على الاقدام، وايضا اعتز وافتخر بذلك الصديق الذي يذهب كل صباح الى دوامه سيرا على الاقدام ويبادرني بتحية الصباح مبتسما، يا الله ما اجملك ايها الصديق المليء بالنشاط والمحبة والطيبة.

ومما يلفت انتباهي عصبية سائقي السيارات المتأخرين عن دوامهم او الذين اوشك الطابور الصباحي ان يبدأ وهم لم يصلوا بعد الى مدارسهم، يقودون سياراتهم بعصبية مفرطة وتعرف ذلك من خلال اطلاق الزوامير والتلطيش بالضو العالي للسيارات وربما بالشتائم والصياح، وقد لفت انتباهي ان سيدات يقدن سياراتهن بسرعة زائدة ويتجاوزن المطبات، طبعا العذر اكيد اللحاق بالطابور الصباحي سواء كان لها او لاطفالها الذين ينتظرهم ” ربما عقاب التأخير ” وعلى ذكر تجاوز المطبات بالسرعة اليوم تجاوزتني سيارة شرطة مسرعة ولم يخفف سائقها سرعته عند مطب قبل دوار مستشفى الرمثا، زمان كنا نقول عن اللي بقفز فوق المطب مش دافع بثمنها ولا بتصليحها.

قبل فترة اتصلتُ بإحدى مديرات المدارس الخاصة واخبرتها ان عددا من سائقي الباصات عندها لا يلتزمون باسس وقوانين السير ولا يحافظون على ارواح الطلبة، واعتذرت منها لانني رفضت ان اعطيها اسم السائق او رقم الباص وطلبت منها الحديث معهم بشكل عام، واليوم باص لنفس المدرسة قطع الشارع والتف على الدوار على سرعته ماسكا بالتلفون بيده ويتحدث دون ادنى انتباه او اي حذر رغم انه يحشر في الباص عددا كبيرا من الاطفال.

هذه بعض المشاهدات اليومية التي أراها صباح كل يوم خلال توجهي الى دوامي وسوف نتحدث في مقالة قادمة عن وضع الشوارع والنظافة بعد ان اوجه الملاحظات لرئيس بلدية الرمثا راجيا الاسراع بحلها ومعالجتها.