الرئيسية / كتاب الموقع / من سرق المصحف؟!

من سرق المصحف؟!

بسام السلمان

نشر الصديق موسى سمارة على صفحته قصة جميلة تصلح ان نضعها قانون وتعليمات خاصة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ورسالة الى الذين يقولون ما لا يفعلون رحمنا الله واياهم وغفر لنا ولهم.

تقول القصة “في بعض كتب التراث الأدبي روي أن الإمام مالك بن دينار صلى بالناس إمامًا ذات ليلة، وعقب الصلاة ألقى على المصلين موعظة جليلة بكت منها العيون ووجلت منها القلوب وتأثرت بها الأفئدة، فلما فرغ الإمام من موعظته بحث عن مصحفه فلم يجده فعلم أنه سُرِقَ، فدقق النظر في الحاضرين عله يعرف السارق بسكونه حيث الناس مضطربون وبجمود مقلتيه حيث القوم باكون. لكن العالم الجليل فوجيء بالجميع بُكيًا خاشعين، فتعجب مما رأي وطرح سؤاله عليهم قائلًا :

“كلكم يبكي .. فمن سرق المصحف ؟

لازال سؤال مالك ( رحمه الله ) مطروحًا بيننا، ولا زال السؤال مشرعًا :كلنا يبكي فمن سرق المصحف ؟ كلنا أئمة هدى .. فمن العاصي ؟ كلنا أهل كرم ونخوة ومروءة .. فمن المقصر ؟ صفحاتنا على (الفيس بوك وتويتر وغيرها ) كلها أدعية وأذكار وأوراد .. فأين الجُناة ؟

جميعنا نقول “اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ” وعينُ كل داعٍ منا على غير نفسه.

الشخصيات السياسية تنتقد الحكومة وعندما يصبح وزيرا يصمت طلبا لمنصب اعلى وعندما يصبح صاحب سلطة تنفيذية يصمت اكثر وبعد اقالته ينتقد الحكومة التي جاءت بعده، والناشط الاجتماعي ينتقد النواب وعندما يصبح نائبا يكون اول من يبصم ويمنح تفويضا مفتوحا للسلطة التنفيذية. والبعض يشبعوننا نقدا للمجالس البلدية وعندما يتسيدون المنصب سواء كان عضوا او رئيسا ينقلب به الحال ويصبح من الذين قالوا ولم يفعلوا.

لا بد من التفكير جديا بكل ما نقوله ونعمله حتى لا نكون من الذين سرقوا المصحف واجادوا التمثيل لاخفاء مشاعر الخوف والارتباك والخجل.

اذا نعود للسؤال الذي طرحه العالم مالك” من سرق المصحف؟”

ونسأل نحن” من سرقنا وسرق احلامنا وسرق مستقبل اولادنا؟ من سرق البلد من” من سرق فكرنا وحرمنا من التعبير عن الرأي؟ من سرق رغيف الخبز من يد اطفالنا ولقمة الخبز من افواهنا؟ من هو يا ترى؟