الرئيسية / كتاب الموقع / فتيات قاصرات

فتيات قاصرات

بسام السلمان

تقول: “ھو عالم بلون السماء وحجم السماء.. عالم واسع الأرجاء تاھت فیه خطاھا وأضحت أسیرة الانتظار والسھر والبكاء.. عالم ساحر لا یمكن لمن دخله أن یعود للوراء، استھوى الكثیرین وأسر الملایین لأنه یعتبر بمثابة ھمزة وصل ولقاء.. عالم دخلُته متشوقة للظفر بعریس، وخرجت منه محطمة المشاعر والأحاسیس، تتقاذفھا الأھواء..

حكایة “تدور في مجملھا حول علاقة أناس ھذا العصر بالفیسبوك، وضیاع الفتیات بین ثنایا الحب، الخیانة، الكذب، وغیرھا من الدھالیز الموصلة لخیبة الأمل والرجاء.

وقالت استشارية نفسية إن الـ«فيس بوك»، أصبح محور للمشاكل اليومية في ظل إزدواجية كبيرة، حيث أصبح مجالا للأحلام المكبوتة، بالاضافه إلى أنه متنفس في السياسة والدين والحب، وادعاء شخصيات غير حقيقية ايضًا، لافته إلى أن أن أكثر نسبة من الأفراد المتعايشين مع الفيس بوك ما بين سن 18 إلى 24 سنة، وهي مرحلة التكوين النفسي، معتبرة أن كثير منهم يستيقظون على «الفيس بوك»، ليعيشوا فيه كل المشاعر التي يفتقدوها.

وتطالعنا اخبار المحاكم كل صباح بالحكم على شاب في مقتبل العمر بسنوات سجن تصل احيانا الى 30 عاما لانه عاشر فتاة قاصر تعرف عليها من خلال الفيس بوك او الانستجرام او غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، وتبدأ تلك العلاقة التي قد تصل بالفتاة الى القتل او الهروب من بيت الاسرة بالمسجات والاتصالات، وبعدها تطورت العلاقة الى علاقة حب، حيث أن الشاب المتهم وعد المجني عليها بالزواج، ثم يقوم باصطحابها الى شقة ومعاشرتها.

وقضية ثانية ابتزها من خلال محادثتها عبر خاصية الفيديو وراح يلتقيها في اوقات مختلفة وهتك عرضها وفض بكارتها وابتزها ماليا مهددا بنشر صورها ان هي لم تستجب له وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما.

قصص كثيرة في الاردن، نعم بيننا وليس في دول اوروبية او عربية، انها بيننا ربما في حارتنا وفي شارعنا، تقع نتيجة للجهل والاتجاه الى الغرائز الشيطانية التي تقود للاستسلام ثم تبدأ عملية الابتزاز والوقوع في المأزق، لذلك انصح من يتعامل مع الهاتف الخلوي بكل ما يملكه من برامج وموقع التواصل الاجتماعي ان يكون حذرا سواء كان شابا او فتاة، وان ينتبه لهذه الامور الشائكة.

وبالطبع جميعنا متفقين على ان التلفون الخلوي ووسائل الاتصال الحديثة سيف ذو حدين، فإن استخدمت لما فيه الخير فهي مفيدة أما من يسيء استخدامها فإن ضررها عظيم، ويجب أن يكون الشخص على حذر من الرسائل المشبوهة خصوصا على صفحات الفيسبوك والواتس أب وغيرها، إذ تتلاعب بعواطف الشباب وتغريهم.

واصبح من المعروف أن الابتزاز عن طريق المواقع أصبح ظاهرة منتشرة بشكل كبير جدا من الجنسين، مما أدى إلى حدوث خطر على عقول الشباب والفتيات لقلة خبرتهم ومعرفتهم، ولهذا فهم صيد سهل للأفكار الهدامة والضياع الأخلاقي وفساد العادات لأن التأثير يكون عليهم مباشرا، وولي الأمر إن نجح في تغيير برامج التلفزيون فإنه لا يستطيع أن يغير ما يحصل في هذه المواقع ما لم توجد رقابة ذاتية.

وأرى أن من ضمن الحلول الأولية وضع محاضرات توعوية تبدأ من البيت والمسجد والمدرسة ومراكز الشباب والجمعيات والاحزاب والجامعات ووسائل الاتصال المختلفة   لتثقيف المجتمع بكيفية التعامل مع هذه المواقع والابتعاد عن ذلك الشبح الذي يهدد الجميع، وبناء الثقة في أنفس الشباب والشابات، والتحذير من مغبة الوقوع في هذه الحبال.

الخطأ كبير وعظيم، قد تفقد الفتاة نفسها وسمعتها وسمعة اسرتها وتدمر مستقبلها وتشتت بيتها ويفقد الشاب نفسه وربما يتعرض للقتل والسجن ويضيع بذلك مستقبله ويدمر نفسه.

كوني ايتها الفتاة على قدر الثقة التي منحك اياها والدك ووالدتك واخوانك، وكن ايها الشاب كما يراد منك ان تكون، شابا نشطا مبدعا معطاء يقدم الخير ويحمي ويبني ولا يشتت ويهدم.