الرئيسية / كتاب الموقع / دبة نمر.. الحارة المختلفة

دبة نمر.. الحارة المختلفة

بسام السلمان

يصلح اسمها ان يكون عملا روائيا لما في هذا الحي وهذه الحارة من احداث واسماء وشخصيات ومواقع واماكن عظيمة بمختلف التسميات ومن يطلقون عليها ذاكرة المكان والزمان والانسان.

وللذين لا يعرفون هذا الحي وهذه الحارة فهي شبه قرية بعدد سكانها وخدماتها وتقع في الجهة الغربية الشمالية من مدينة الرمثا وتحدها من الغرب اجمل مناطق الاردن، تحدها  منطقة الشلالة الغنية بالمياه العذبة وفيها اطيب انواع التين بالعالم، وفيها اثار ما قبل التاريخ حتى يومنا الحالي، وتعتبر الشلالة جزءا من دبة نمر والتي تعتبر احد اول  مناطق سكنها الانسان لوجود الكهوف والتجاويف الصخرية والقبور التي نُبشت بحثا عن الذهب والاثاروالفقر.

واقيمت على أطراف الدبة، هذا الحي الفقير ماديا والغني معنويا، عدد من المباني الفاخرة والكبيرة والتي تشبه القصور، وسكانها اختاروا مناطق قريبة من الحي للتميز ربما وللقيادة ربما ثانية ولكنهم ليسوا من اهل حارة دبة نمر الاصليين.
وعلى ذكر القيادات يقال ان شباب دبة نمر كانوا في ذات زمان من القياديين في حرب الحارات حينما كانت تقام معارك المقاليع في فصل الصيف، حيث كانت تتحول سهول الرمثا وحاراتها الى معارك بين تحالفات الصبية بحسب قول الدكتور عبد الله الحميدي الذي كان احد ضحايا معركة بين تحالف حارة الحميدية والبشابشة وبين حارة الدبة وقد اصيب في تلك المعركة في منتصف العمود الفقري ما زالت تسبب له الالام في ظهره حتى الان.

وعلى ما اذكر كان قادة معارك الحجارة بالمقاليع في حارة الدبة منظمين ويعملون ضمن خطط كانت منظمة ومدروسة، فيها قيادات وتخطيط استراتيجي، كما أنها تجاوزت الأنماط التقليدية في التفكير .

ودبة نمر اصبحت بحسب الصديق محمود الحوراني ابو عصام من المناطق الفاصلة في الانتخابات البلدية والنيابية، وما زالت قياداتها مؤثرة ويلجأ اليها المترشحون وبرأيي ان الفقر وعدم وجود مترشح قوي من الدبة قد جعل اصواتها تتجه بقوة نحو شخص معين اذا ما استثمر امكانيات قياداتها واهلها الطيبين.

حارة دبة نمر من حارات الرمثا المتميزة باسمها ومكانها وناسها ويقال ان الدبة كانت يوما من الايام ملكا لرجل طيب وكريم وكان يبيع قطع الارض بثمن بخس للفقراء والمحتاجين مساعدة منه لهم وان صحت الرواية فهي في ميزان حسناته في الاخرة وفي الدنيا اوجد لنا حارة لم ينسها الزمن ابدا، وان نسيها المسؤول، حارة تستحق ان يكتب عنها عملا متكاملا  فهي مليئة بالحدث اليومي المتكرر وفيها المكان المميز والزمان المتصل منذ ان سكن الانسان الاول شلالتها وحتى بناء اخر القصور على اطرافها الجنوبية، انها يا سادة حارة دبة نمر.