الرئيسية / كتاب الموقع / دينار في شارع البنوك

دينار في شارع البنوك

بسام السلمان

عثر صديقي المتعثر ماليا وهو بالمناسبة موظف حكومي قارب على التقاعد، عثر على ملبغ من المال في الشارع الذي يطلق عليه شارع البنوك لوجود فروع لكل البنوك فيه ووجود ايضا دار التجارة والمال، غرفة تجارة الرمثا، صديقي الذي يبحث منذ شهر عن شخص يقرضه مبلغ يستطيع من خلال تسديد احدى فواتير الكهرباء المكسورة عليه والتي تهدده شركة الكهرباء صباح مساء بفصلها، جاءني فرح جدا ويحمل بيده دينار، وللعلم دينار العصفور، وقال لي” لقيت دينار في شارع البنوك، وقال الصديق ان هذا الدينار هو ثمن خبز لليوم وللغد، وتمنى صديقي المحاصر بالديون والفقر من كل الجهات، تمنى لو ان المبلغ كان من فئة الخمسين دينار لكي يسدد جزءا من فواتير الكهرباء والتي اعطته الشركة اليوم الاحد اخر موعد قبل الفصل، ولا ادري وانا اكتب هذه الكلمات هل تم الفصل ام انه وجد من يقرضه ويدينه مبلغ يحمي اطفاله من حر الصيف بمروحة قديمة صوتها يسمعه كل الجيران.

اتوقع ان صديقي الذي تراجع بامنيته بالعثور على الخمسين دينار لانه صاحبها اولى بها، ولانه بحسب اعتقاد صديقي لا يضيع مثل هذه المبالغ الا فقير او محتاج او موظف كان اخر ما يملكه، اتوقع ان صديقي ما زال يبحث عن شخص يدينه مبلغ متواضع يسدد من خلاله احدى فواتير الكهرباء.

بعد رمضان والعيد، حُمّل المواطن، وخاصة ذوي الدخل المحدود ما لا يطيقه، فالرواتب ذهبت مع الرياح، رياح العيد والاقساط واجرة البيت وسداد جزءا من الديون ولم يتبق منه الا القليل مع ذو حظ عظيم واما البقية فإنه همهم الاول والاخير هو من يدينهم قليلا من المال ثمنا للخبز واجرة مواصلات لابنائهم طلبة الجامعات ومصروف لطلبة المدارس لا يزيد عن الربع دينار، يبحثون عن صديق ما زال في جيبه رمق من المال وقليل من الخير وجزءا بسيطا من الدراهم.

الفقر يزداد والبطالة في ارتفاع وارتفاع الاسعار لا ترحم صغيرا ولا كبيرا والرواتب تطير في اليوم الاول من استلامها ولا احد يرحم وقليل من يتذكرون الفقراء وقليل من ينظر لهم نظرة الاخ لاخيه.

فوالله لا يؤمن من بات وجاره جائع.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه. “