الرياضة … رسالة

المهندس خالد أبو النورس البشابشة

الرياضة تقرب ولا تفرق، الرياضة مصدراً للمحبة لا للكراهية، الرياضة تقوي العلاقات بين المجتمع الواحد لا تضعفها، الرياضة تسهم في تقارب الثقافات التي تجمع بين الأمم المختلفة، وأصبحت وجهة استثمارية تساعد في التنمية المستدامة على المستوى العالمي.

الرياضة لا تعترف بديانة او جنس او لون او عمر او حتى من ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم فهي ميدان مفتوح يحق للجميع ممارستها ضمن القوانين والادوات المحددة لكل نوع من الرياضات، فيها الفوز وفيها الخسارة ولكن هذا الامر ليس الأسمى في ظهور الرياضة منذ زمن الاغريق الى يومنا هذا.

يجب ان نعترف بان معظم الملاعب يشوبها التوتر في مختلف مناطق العالم نتيجة خلافات سياسية او اجتماعية وحتى عقائدية ولكن ما جرى في مباراة الوحدات والفيصلي في بطولة القدس والكرامة في فلسطين الحبيبة غير مقبول ولا تحت أي ظرف ولا يوجد سبب واحد او مبرر لمثل هذا الموقف.

لوثنا قدسية القدس وانتهكنا كرامة الكرامة في بلد احوج ما تتمناه ان تفرح قليلاً من بوابة الرياضة وتقيم بها بطولة تحمل رمز العزة والفخر، رمز الاصالة والمكانة، قدس الاقداس البلد الجريح الذي ينزف كل يوم وكل ساعة بشهيد، شهيد يزف بالزغاريد والاغاني.

كنا نتمنى ان لا تحدث مثل هذه المهاترات والاحداث بين لاعبي الفريقين اللذان يعتبران قطبا الكرة الأردنية واكبرهم تمثيلاً للفرق على الساحة العربية والإقليمية وكنا نتمنى ان يكون الجهاز الإداري والتدريبي على مستوى الحدث لتدارك تفاقم المشكلة خصوصاً انها تقام على الساحة الفلسطينية.

في النهاية لقد اسعدتنا المشاهد الختامية للاعبي الفريقان وهم يتبادلان التحية ويتعانقان ويبثون بذور المحبة والسلام وهي الرسالة الحقيقية للرياضة.

ومع كل تناقض الاحداث في الملعب يجب ان لا يمر هذا الموقف مرور الكرام وعلى الاتحاد الأردني ان يتخذ بحقهم إجراءات وعقوبات بمستوى الحدث ومكانة البلد ولكن بنفس الوقت ان لا نشوه الصورة الناصعة للأندية الأردنية كافة ودورهم في اسعاد جماهيرهم على مدى السنوات الماضية الطويلة واعتبارها سحابة صيف سرعان ما تنجلي.

والله من وراء القصد …