الرئيسية / اخبار الرياضة / عبد المجيد سمارة النبض الذي لا يتوقف

عبد المجيد سمارة النبض الذي لا يتوقف

بسام السلمان

لم يغب عني، ظل يزور مخيلتي ويقظتي باستمرار، طوال فترة العيد وهو امام عيني، ولا ادري لماذا حثتني ذاكرتي المريضة، نعم ذاكرتي مريضة بالنسيان، لكنها هذه المرة الحت عليّ وكانت تستحضر استاذي المرحوم عبد المجيد سمارة دون انقطاع، فهو طيلة فترة العيد كان معي، تذكرته لاعبا ونحن على مقاعد ستاد عمان نهتف باسمه، وتذكرته ونحن جلوس قرب خط التماس في ملعب الرمثا الغربي الذي بني مكانه الصالة الرياضية وعدد من الملاعب الصغيرة، وتذكرته في مدرسة الرمثا الثانوية للبنين ونحن طلاب في الصف الاول ثانوي وفي الصف الثاني ثانوي وكان وقتها مربي لصفنا، كان استاذنا لمادة الجغرافيا وكانت المتعه في توصيله المعلومة باسلوب جميل جدا وبسيط جدا.

كان رحمه الله عندما ينهي الدرس المقرر وفي اخر الحصة يروي لنا قصص وحكايات حقيقية خاصة عن دراسته في الجامعة الاردنية بصحبة عدد من المعلمين الذين كانوا يدرسوننا  في تلك الفترة في الثانوية نفسها.

المرحوم عبد المجيد سمارة  الذي يعتبر من ألمع نجوم الكرة الاردنية والرمثاوية خلال فترة الستينات والسبعينات والثمانينات ابدع ايضا في قيادة  فريق الرمثا مدربا واداريا وقد لعب سابقا لفريق العربي ومن المصادفات انه سُجل في كشوفات النادي الفيصلي في نفس الوقت الذي سُجل فيه في كشوفات نادي الرمثا وعندما تم كشف الامر اوقعت العقوبة عليه وايضا وربما هي المرة الوحيدة في تاريخ الكرة الاردنية، فقد كان في التسعينات مدربا للرمثا وكان يبتعد عن اقرب مطاردية بسبعة نقاط وتم تخسيرة في مبارة الجزيرة بسبب وجود لاعب حاصل على 3 انذارات لينسحب الرمثا وليتم تخسيرة كل نتائحه في الوقت الذي كان سيجمع بطولات الموسم كاملة.

وكان رحمه الله محبوبا خاصة من الفئات العمرية في النادي لانه كان منصفا ووالدا واستاذ ومدربا وقياديا.

لقد شارك رحمه الله  بوصلة عشقه إلى نادي مدينته الرمثا، شاركه رحلة الصعود هو ورفاق دربه خلال الفترة التي دافع فيها عن ألوانه من 1966 إلى 1982، وقاتل ورفاقه لتحقيق الحلم الرمثاوي بالصعود إلى مصاف الكبار، وبقي طموحه الدراسي يشاركه رحلة حياته الكروية، وهو الذي درس الجغرافيا في رحاب الجامعة الأردنية، والتي أبدع في صفوف فريقها الكروي، إلى جانب عشقه لـ”أم الألعاب” رياضة ألعاب القوى، وهو البطل المعروف في تاريخ مسابقات المسافات القصيرة “100م و200م”، وحاز على العديد من بطولة المملكة، إلى جانب ألقاب بطولات الجامعات لذات اللعبة.
وواصل   رحلته العلمية الموازية لإبداعاته الرياضية، حيث حصل على ماجستير إدارة تربوية من جامعة اليرموك، والذي قدمته بثقة إلى عدة مناصب تربوية في ظل تميزه كمعلم لمادة الجغرافيا في مديرية تربية الرمثا، وأهلته لمنصب المدير الفني في تلك المديرية، وتميز بمسيرة عملية عطرها العطاء بوفاء للوطن، وختم رحلته مديرا لتربية عجلون.
ما نزال في  الرمثا نترحم على ذكرى المرحوم الذي أسر الجميع بدماثة خلقه، وطيب أصله وتعامله على الصعيد الاجتماعي، والقائد الميداني المحنك في عمليات فريق الكرة الأول، الذي حمل مع “غزلان الشمال” اللقب الأول في تاريخ كرة الرمثا، وزفته الجماهير الرمثاوية من عمان الى قلب مدينته الرمثا عام 1981، بعد أن تسلم الراحل سمارة كأس الدوري  والذي تكرر للمرة الثانية في تاريخ النادي عام 1982، فيما يبقى لللقب الرمثاوي الأول بالدوري مذاقه الخاص ورجاله الطيبين وأرقامه القياسية حين تمكن نجوم الفريق الرمثاوي آنذاك، من تسجيل 43 هدفا في ذلك الدوري، ولم تهتز شباك حارس الرمثا الشهير غازي الياسين سوى 4 مرات.

رحم الله استاذي وجاري عبد المجيد سمارة” ابو رامي ” وادخله فسيح جناته.

2 تعليقات

  1. اللهم ارحم من كان معلما و صديقا واخا صادقا صدوقا اللهم ارحمه واغفر له و عافه واعف عنه انك انت الغفور الرحيم

  2. رحمه الله ورحم من فقدناهم من ابطال الكره الرمثاويه واسكنهم فسيح جنانه