الرئيسية / كتاب الموقع / الدبكة…بين الواجب وعرق الحاجب

الدبكة…بين الواجب وعرق الحاجب

م. خالد أبو النورس البشابشة

أعرف مسبقاً بأن لغة الصورة التي تربينا عليها هي سبب جهلنا وعدم ممارستنا للقراءة هي سبب انحطاط قيمنا واخلاقنا فاقنعونا أن الصورة أبلغ من الكلام وان التحاور إنما هو للجدال ، لذلك فإن كتابتي هذه إنما هو تأكيد للنتيجة آلتي يرغبون بالوصول إليها وهي أن ترى ولا تتحدث وهو مدار ما سيأتي آنفا…
فنعيب في كثير من الأحيان ظهور عدد ممن حصل على مبتغاه وتكراره ومن يرغب بالحصول على ذلك مستقبلا من كثرة الصور في المناسبات الإجتماعية ما بين عرس وحنى وطهر وتخريج توجيهي أو جامعة وما بين حفل بمناسبة خروج أحد النصابين ومروجي المخدرات من السجن وآخرها حفلة بمناسبة عودة شخص من الحج…وهذا نراه على مدار الساعة وعلى أكثر من موقع او صفحة على صفحات التواصل الاجتماعي لحد الغثيان والتقيؤ والاشمئزاز…بداية لدي فكرتين متناقضتين.. الأولى. إنني اجد العذر لذلك الشخص بأنه مدعو من صاحب المناسبة ومن واجب المدعو تلبية تلك الدعوة وهو مشكور وماجور وهي صفه حميدة تحمل في طياتها الرقي والتواضع وحب المشاركة الإجتماعية …أما التناقض في هذه الحالة… فتحمل وجهين… الوجه الاول هو مسألة الوقت…كيف لهذا الشخص تنظيم وإدارة وقته للمشاركة في كل تلك المناسبات في آن واحد؟ ومن ابن يأتي بتلك القدرة والعزم على المشاركة دون كلل أو ملل؟…والثاني…لماذا لا تكون تلك المشاركة من باب المشاركة فقط…تجلس على طاولتك أو الكرسي المخصص لك بصفة الموزون والثقيل وصاحب الوقار والاحترام كما هو حال الكثير من المدعوين دون تصيد الفرص بإخراج المسبحة والبدء بالتمايل دون تعب أو يجف لك عرق…
فهل أصبحت المشاركة في المناسبات الإجتماعية بالدبكة والمسبحة بديلاً عن البرامج وخطة العمل وخارطة طريق تتلمس بها حاجات مواطنينا؟ هل أصبحت وسائل التواصل الرخيصة والماجورة قناة إعلامية لفرد العضلات والاستقواء في حب الظهور؟ بدلا من التحدث والتحاور حول المنجزات العظيمة والخدمات الجليلة المقدمة والرفاهية اللامتناهية التي وصلنا إليها والتي قدمها أصحاب المسبحة أثناء فترة خدمته لأناس وضعوا ثقتهم بهم وصوتوا
لهم واوصلوهم إلى وصلوا إليه… أليس الأجدر أن يكون هنالك لقاء مفتوح ومصارحة ومكاشفة لكافة أبناء المنطقة الانتخابية مجتمعين سواء نائب أو بلدية أو لامركزية بشكل شهري أو كل ثلاث أشهر على الأقل ووضعهم بالقصور والنجاحات وأين وصلت المطالبات خلال تلك الفترات ؟ ما أنجزت وما هو هو قيد الإنجاز؟
أنا أعرف بأن الصلاحيات مقيدة وسقف تلبية المطالبات منخفضة وأن تلبيتها من الصعوبة بمكان الوفاء بها ولكن على الأقل دعني أسمع منك لاساعدك … ولاحمل الثقل عنك واعذرك … في النهاية أقول إنها أمانه ويوم القيامة خزي وندامة…حيث يقول الله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) فستاسلون عن كل خطوة في دبكة…وعن كل لفة في المسبحة.
والله من وراء القصد

تعليق واحد

  1. ابدعت والله كلامك هذا من فترة يدور بذهني كيف بلحقوايدبكوا ويقوموا بواجباتهم بشكل صحيح وبأمانة وهل اصبحت الدبكة من متطلبات حمل المسؤولية والمنصب.