الرئيسية / كتاب الموقع / الجميلة وشرف العيلة

الجميلة وشرف العيلة

بسام السلمان

كانت تأتي لشراء سجائر فرط، يعني بالحبة، وكانت جميلة جدا ملفتة للنظر رغم انها ما تزال في بداية عمرها، واطلق عليها شباب الحارة الذين يتجمعون امام دكان الحارة “ام سيجارة فرط ” لم تكن تجامل اي منهم، كانوا يظنون “وان بعض الظن اثم، كانوا يظنون انها تشتري الدخان لنفسها، اكتشفوا مؤخرا انها كانت تشتريها لشقيقها المراهق والذي كان يخجل ان يشتري السيجارة بالحبة، كان شقيقها حاد الطبع، وكانت هي تحبه جدا وكانت على استعداد ان تضحي بنفسها من اجله ولم تكن ترفض له طلبا.

اخبره احد اؤلئك الشباب الذين كانوا يتجمعون امام الدكان ان اخته تحادث شاب على الوتس اب والفيس بوك وانها ترسل له صورا خاصة ومعيبة، وعندما كبرت الاشاعة ووصل الخبر لابناء العمومة طلبوا منه قتلها وان يبيض شرف العائلة، عاد مسرعا الى البيت، وكان الوساوسة الانسيين ينتظرون صوتها وهي تموت، دخل الى غرفتها فاستقبلته بابتسامتها الجميلة والحنون، ركض نحوها وحضنها وقبلها على جبينها، وخرج، لم تكن تملك اخته هاتفا خاصا وتشاركه بهاتفه احيانا اذا ارادت ان تتصل برفيقتها، وقف امام باب الدار وصاح ” اختي لا تملك هاتفا وتلفوني هو تلفونها، نحن نتشارك في كل شئ، حتى على الطعام نقتسم رغيف الخبز.

رفض ذبحها وقتلها من الوريد الى الوريد بداعي حماية شرف العيلة

تقول تلك الفتاة التي هي الان احد استاذة كلية الصيدلة” كان اخي “من الرّجال الرّجال، وكان الواشي من الذكور الأنذال. فالرجولة مروءة وُجدت لتحمي لا لتؤذي ”
كان يمكن لقدري أن ينتهي في تلك الليلة التي وشى فيها ابن حارتنا بي عند اخي، وكان مصيري الموت ومصير اخي السجن المؤبد  وأن أغادر الحاية وقد انطفأت شمعتي الصغيرة تلك، لولا أنّ أخي حماها وحماني. كنت صبية وحيدة في مواجهة عدد من الجاهلين.

وتقول ذات البسمة الجميلة” بعد سنوات، وحين انتهت دراستي في كلية الصيدلة، وفوق مسرح التخريج اتّجه أخي نحوي، قبّلني، قلت له” كنت معي، ووقفت الى جانبي وانت الان اجمل من يقف معي.

ضمني الى صدره، وما زالت لك الدمعة، دمعة الفرح التي حبسها تلمع في عينيه.

رحم الله اخي وادخله فسيح جناته

 

تعليق واحد

  1. مقال جميل جدا جدا جدا