كْباب الرمثا وكْباب بني كنانة

 

الدكتور معتصم الدرايسه

 

من وحي مقال للدكتور ذوقان عبيدات بعنوان “كباب العبيدات”, جاءت فكرة كتابة هذا المقال لعقد مقارنة بين كباب الرمثا وكباب بني كنانة الذي يطلق عليه ايضا كباب الكفارات او كباب العبيدات.

بصفة عامة، يعتبر الطعام جزءا لايتجزأ من ثقافة الشعوب، فما لا يروق لك اكله قد يروق لغيرك ويراه الآخرون قمة الللذة والمتعة، وخير مثال على ذلك اكلتنا الشعبية “المنسف” التي نراها لذيذة جدا في حين انها لاتروق ابدا للكثير من الأخوة المصريين، وبالذات طبخ اللحم باللبن و اضافة اللبن للرز.

يعتبر طبق “الكباب” من الاطباق الشعبية التراثية المنتشرة في شمال الأردن, وبالذات في لواءي الرمثا وبني كنانة، لكن وكما يقال لكل شيخ طريقته. فمع تشابه الاسم لدى الطرفين، لكن المكونات وطريقة التشكيل تختلف بشكل تام، فكباب بني كنانة (العبيدات) تتكون من البرغل واللحم والبهارات التي تدعك (باليد أو الهاون او ماكنة الفرم) مع بعضها البعض على الطريقة الشامية، فيما تتكون خلطة الكباب الرمثاوية من رفيعة القمح التي تبلل ثم تدعك جيدا بشكل منفصل باليد وحديثا بالماكنة ثم تشكل باليد وتحشى باللحم (ويفضل لحم الحوار) والصنوبر والبهارات المخصصة لهذه الأكلة.

وتختلف كباب لواء الرمثا عن كباب بني كنانة من حيث الحجم والشكل، فكباب بني كنانة عادة ما تكون اصغر حجما وأقل انتظاما من حيث الشكل، في حين أن كباب الرماثنه حجمها اكبر وشكلها منتظما وجميلا، ويختلف حجم الكبة الرمثاوية تبعا لاختلاف حجم كف المرأة الصانعة للكباب.. الكباب الرمثاوية إما أن تسلق (وتسمى الكباب المهبل) أو تقلى، بينما الكباب في لواء بني كنانة (وحسب ما أعلم) انها تسلق فقط.

يقول الدكتور ذوقان عبيدات ان عيار الشبعان اربعين لقمة، أي مايعادل عشر كبات من كباب بني كنانة، بينما عيار الشبعان من كباب الرماثنه ما لا يقل عن اربع كبات…وفي استفتاء لطيف مصور أجراه الدكتور امجد ذيابات في لواء الرمثا، تبين أن البعض لا يستطيع اكل اكثر من 4 كبات, بينما قد يلتهم البعض الآخر مايصل الى اربعين كبة وبجلسة واحدة.

دون تعصب للرمثا، أنا اجد أن كباب الرماثنه اجمل والذ من كباب بني كنانة، وخاصة اذا ماتم استخدام لحم الحوار والصنوبر وتم ضبط البهارات المضافة بشكل دقيق وصحيح.

لكننا لا نستطيع الا أن نقول, أن للناس فيما يعشقون مذاهب.