الرئيسية / كتاب الموقع / حكمة الأسد…

حكمة الأسد…

 

م. خالد البشابشة

كانت مملكة نمل تعيش بسلام ووئام ، وكان يدير هذه القرية رهط من حكماء النمل تعمل على تأمين حياتهم وتوفير قوتهم وتحقيق آمالهم مقابل قليل من مدخراتهم من مخزون غذائهم تساعد الحكماء في إدارة شؤون مملكتهم آلتي تعود بالخير والمنفعة لهم ولاسرهم ، وهؤلاء الحكماء أصبح صيتهم واسع وتاثيرهم كبير على القرية والقرى المجاورة حتى أصبحوا رقما صعباً يعتمدون على أنفسهم في كل شيء… وفجأة ودون سابق إنذار مر بهم الأسد ملك الغابة وشاهد ما لم يشاهده من قبل…شاهد الإستقامة والرزانة والدقة في العمل، شاهد كيف توزع المهمات الصعبة على أفراد تلك المملكة بإتقان وفن ، فلم ترق له تلك الرؤية وقال في نفسه: أن هذه المملكة الصغيرة قد تشكل خطراً كبيراً على الغابة بسبب ترابطهم وتنفيذ الأوامر الموكولة إليهم بدقة واقتدار … ففكر قليلاً والتفت يمينا و شمالا وشاهد الجندب وناداه وقال له: هل بمقدورك أن تدير مملكة النمل هذه بعد أن اوليك إدارة شؤونهم وتدبير أمورهم ، فقال الجندب:ولكنهم يديرونها بكل كفاءة واقتدار وإذا تدخل أحد في شؤونهم سيحدث إنفجار ، فقال الملك :ويحك أيها الجندب الا تعلم إنني أنا الملك وسادعمك … فوافق الجندب على استحياء وقال الجندب: لكنني لا أقدر على ذلك وحدي ، فرد عليه الملك: خذ الضفدع والقرد والسلحفاة والتمساح والذئب والثعلب وبعض الذباب ، وفي أول يوم لاستلامهم مهمة إدارة الغابة أخرج الضفدع لسانه وتخلص من الذباب والجندب ، فلما رأى التمساح ذلك تخلص من الضفدع واتفق الذئب والثعلب على التخلص من التمساح ففعلوا ذلك ولم يبقى من الحكام الجدد في الساحة الا هم …فانتشر الخوف والهلع في الغابة وقد خاف سكانها النمل من المستقبل المظلم الذي ينتظرهم فقرروا عدم إعطائهم مدخراتهم والبقاء في بيوتهم بانتظار موت الأسد أو مشاجرة تقع بين الذئب والثعلب.

ولا يزالوا ينتظرون إلى يومنا هذا….