الرئيسية / كتاب الموقع / الأردن الأول بالحرية الإنسانية

الأردن الأول بالحرية الإنسانية

نيفين عبد الهادي

يبقى الحديث عن الحريات وقياسها بكافة أشكالها، مثار جدل دائم ليس فقط محليا إنما على مستوى عالمي، فهو الجانب الذي تتنّوع أدواته ووسائله، وحتى الجهات التي تقوم بإعداده، لكنه يبقى هاما ويشكّل دلالة لأي قضية أو ملف يتم طرحه عبر هذه المؤشرات الناتجة عن القياس.

وطالما وضعت مقاييس الحريات التي تتسم بالمهنية الأردن في أماكن متقدّمة بغالبية القطاعات التي تعمل على قياسها، سيما إذا ما وقفت هذه التقارير على واقع الحال بموضوعية ومهنية، والأخذ بالحقائق من مصادرها الصحيحة، وإن لم يحافظ على ذات المستوى من الحريات، فالأردن يحقق تقدما عاما بعد عام في أغلب هذه المقاييس.
ومن الإنجازات الوطنية التي سجّلها الأردن مؤخرا فيما يخص مقاييس الحريات، تصدّره المرتبة الأولى في مؤشر الحرية الإنسانية العالمي لعام 2022، الذي يعده معهد كاتو (Cato Institute)، وفي ذلك انجاز وطني فيما يخص هذا الجانب الهام بالحريات والذي شابه الكثير من التراجع تحديدا بعد جائحة كورونا وفقا لذات التقرير، وبالطبع يُضاف لما سبقه من إنجازات بهذا الشأن.

تصدر الأردن الدول العربية بالمرتبة الأولى في مؤشر الحرية الإنسانية العالمي لعام 2022، الذي يعده معهد كاتو (Cato Institute)، ويعتمد على 83 مؤشراً للحرية الشخصية والمدنية والاقتصادية، لقياس مستوى الحرية الإنسانية في 165 دولة حول العالم، يجب أن يقرأ قراءات جذرية ومعمّقة، فهو المقياس الذي شهدت به الكثير من الدول تراجعا ملحوظا عربيا ودوليا، في حين تصدّر الأردن المقياس عربيا.

دلالات كثيرة يعكسها مؤشر الحرية الإنسانية العالمي لعام 2022، الذي يعده معهد كاتو (Cato Institute)، أولها وأهمها ما يوليه الأردن من أهمية كبرى لمنظومة حقوق الإنسان بشكل عام، والحريات الشخصية، ويبدّد أي مساحات ضبابية بهذا الشأن، والجهود التي تبذل من قبل كافة الجهات ذات العلاقة رسميا لتعزيز الحرية الإنسانية والحرية الشخصية والمدنية والاقتصادية، وفي ذلك شهادة دولية من خلال هذا المؤشر ونتائجه.

في ذات المؤشر احتلت المملكة المركز الأول عربيا حيث يعتمد المؤشر الدرجات من 0 إلى 10 لقياس درجة الحرية، ويمثل صفر الأقل حرية، وتمثل الدرجة 10 الأكثر حرية، وفي ذلك رؤية علمية عميقة لهذا القياس، ما يجعل من حضور الأردن عربيا وحتى ودوليا فيما يخص الحريات الإنسانية قويّا، ومتقدّما، وتصدّره عربيا يعدّ حقيقة وواقع يعكسه ممارسات عملية تقف خلفها جهود رسمية وكذلك شعبية من خلال مؤسسات ذات علاقة.

في رقم (1) اليوم إنجازات ضخمة، وخطط واقعية ورؤى تجسدها ممارسات يعيشها المواطنون، وهم جزء منها، هو انجاز حقيقي، يجب البناء عليه وعدم تجاوزه دون الأخذ به على محمل الفخر، والمضي نحو مزيد من الإنجازات بهذا السياق الذي طالما حقق الأردن به الإنجاز تلو الآخر، لكل متتبع بمهنية وواقعية.