الرئيسية / كتاب الموقع / واقع شبابي مرير

واقع شبابي مرير

م. خالد أبو النورس البشابشة
يعيش الشباب الأردني عموماً والرمثاوي بشكل خاص واقع مرير لا بد من الاعتراف به بعد تدخل الظروف المحيطة في تشكيل اتجاهه ورسم مستقبلة وتحدد مصيره وتراوده الحيرة وهو يصارع مجتمعه وان كان يتسلح بمنطق الفكر والعلم والثقافة دون خبرة تعصمه او جهة تحتضنه او موروث اباءه واجداده ليفتخر به ، او حتى فكرة يستطيع ان يترجمها الى حقيقة بعد ان تغيرت به صفاته الفسيولوجية وعواطفه الجياشة ومرحلته العمرية لدخول عالم مجهول لا يدار الا بالمال والواسطة.
يواجه الشباب بشكل عام طفرات مجتمعية وسياسية واقتصادية وفكرية وحتى دينية لا تتوافق مع خبرته الزمنية (العمرية) ولكنة يمتلك من الفكر والإدارة وحسن التصرف ما يستطيع ان يواجه به أكبر المشاكل ووضع الحلول المناسبة لها والتغلب عليها ولكن تغيب عنه اهم مرتكزات التقدم والنجاح وهي (إعطاءه لفرصة).
الشباب هم امل المستقبل والشباب هو الخطر على المجتمع بنفس الوقت إذا ما فقد البوصلة التي توجهه قبل ان يتملكه جموح الهدم لنفسه ولمحيطه اذا ما سلك الطريق غير الصحيحة التي تجره الى الموت البطيء من خلال تناوله للمخدرات والمغيبات لينتقم من مجتمعه ويلعن ظروفه التي اضاعت عليه فرصة الحياة السوية.
كل ذلك مقدمة لما رايته في اجتماع حزب (تقدم) مع الشباب الرمثاوي والذي تملكني شعور بالغبطة والفخر والتفاخر أيضا لما يمتلكه هؤلاء الشباب من مخزون فكري وعلمي وثقافة لغوية وطاقة تحتاج فقط الى صهر وتشكيل وحاضنة ابتكارية تقود المجتمع الى الارتقاء والسمو والمستقبل المزدهر دون اية شائبة تشوبها او معكر لصفاءها لتغيير الصورة النمطية السائدة للشباب وجعله مجرماً بحق نفسه وأهله ومجتمعة وتكون حافزاً محفزاً للسير في طريق معبدة بالأمل والعمل.
لقد سمعنا كلام يثلج الصدر ويريح النفس من شباب بعمر الورود لا يمتلكون الا عقلهم وحكمتهم وادبهم في الحوار ولغتهم العربية الاصيلة التي نطقوا بها تجعلنا نقف امامهم احتراماً واجلالاً وان نعمل على تذليل الصعوبات وإزالة العقبات وتحمل المسؤولية تجاههم وجعلهم امانة في اعناقنا لمستقبل ابناءنا وبناء مجتمعنا.
فدعونا نستشرف بهم المستقبل وننمي طاقاتهم الإيجابية الهائلة وصقل شخصياتهم ونعطيهم الفرص لمواكبة متغيرات العصر ومعطيات العولمة ليكونوا حصون منيعة لثوابت المجتمع وحقوقه والنهوض به من خلال شباب رمثاوي خلاق منتمي ومتدين قادر على تحويل المحنة الى منحة وفرصة …والامل الى عمل… ويرى من افق الظلام نوراً مشعاً ينير به درب حياته ويحدد مستقبله، ويخدم مجتمعة.