الرئيسية / كتاب الموقع / أحسن ما تِنكَب

أحسن ما تِنكَب

مصطفى الشبول

راوي القصة هو علي ابن قريتنا وابن الحارة الفوقه ، حيث يقول : قبل شهرين قامت جارتنا صفيه بعمل عملية جراحية (قص معدة) وذلك بسبب وزنها الزائد ، الذي فاق المائة كيلو غرام ، ولولا لطف الله ورعايته لكانت من عداد الموتى بسبب صعوبة العملية حسب ما قال الدكتور المشرف عليها …
صفيه أبنت الخمس وخمسين عام والتي أنجبت سبع ذكور أكبرهم فلاح ،ومثلهم من الأنات أي (سبع بنات) ، والتي تقسم بالله أنها لما ترى اليوم المسعد مع أبو فلاح (زوجها ) الرجل المتقاعد والذي يعمل على سيارة (بك أب) بعد التقاعد … حيث كان سبب إقدام أم فلاح على إجراء العملية هو نوع من العناية بنفسها وجسمها من ناحية ، وخوفها من قيام أبو فلاح بالزواج عليها من ناحية أخرى … أما عندما تم سؤالها عن سر وزنها الزائد كان جوابها : أنها تصون نعمة الله عليها وتحفظ لقمة العيش التي يسوقها الله لهم ، ولا تسمح بأي لقمة طعام أو كسرة خبز ترمى أو تتلف ، فمثلاً صحن ملوخية بالثلاجة له أربع أيام تطلب من أبنتها أن تحضره لها وتأكله حتى لا يرمى بعد أن يرفض الأولاد أكله ، وعلى قول ( ما بدناش نرفس النعمة) ، ونص الليل بعد القيام بالتنظيف والترتيب ، تجد أم فلاح صحن جوافة يميل للاستواء فتقوم بأكله أحسن ما ينكب (على رأيها) … وكذا أبنها الشاب الأعزب الذي يسهر إلى منتصف الليل فيرجع متأخراً ومعه نصف وجبة شورما قائلاً لأمه : والله يمه ما قدرت أكملها وقلت حرام أكبها ، فجبتلك إياها ، فتأكلها أم فلاح بكل صدر رحب … هكذا هو سر زيادة وزن أم فلاح .
نقول : بأن معظم من عنده زيادة وزن تكمن مشكلته بهذه النقطة ، أي بآخر لقمة أو اللقمة الزيادة التي نخاف عليها من الرمي ، فهذه تعد هي الراجحة والحاسمة في ارتفاع الوزن يعني أقرب ما يسمى (بشعرة معاوية)… ونقول : بلا عنها أفضل … وصدق من قال : ( أكل الزود ما في فود )…