الرئيسية / كتاب الموقع / السقوط الأمريكي والهزيمة الإسرائيلية  

السقوط الأمريكي والهزيمة الإسرائيلية  

الدكتور عدنان  سعد الزعبي

الموقف الأمريكي الفاضح والانحياز الهستيري لنصرة إسرائيل والانصياع والانغراس في مخططات الإدارة الإسرائيلية وممارساتها البشعة التي لا يقبلها عاقل على وجه البسيطة ، كشف القناع التمثيلي الذي ترتديه الدولة العظمى في اطار الإنسانية وحقوق الانسان .

فاذا كنت لا استبعد ولا استغرب سلوك الدولة العنصرية الصهيونية ، بكل ما قامت به من جرائم حرب لا إنسانية. واستلاب لحقوق الانسان فإن قاعدة الدولة الصهيونية لا يمكن أن تكون إلا امتداد لعصابات الاجرام الصهيونية كالهاجانا وشتيرن وبالماح وغيرها .فماذا نتوقع من دولة قادتها ورثة عقيدة الكراهية والحقد وسفك الدماء. ؟، والادهى أن الدولة العظمى المتشدقة بالانسانية وحقوق الانسان ما زالت تشارك بقوة بقتل الفلسطينيين وتدمير المخابز ومحطات المياه والكهرباء وتقصف المستشفايات بمن فيها ، لتقضي على كل عناصر الحياة في غزة المحروقة .

 

الصرع الذي أصاب أمريكيا من سرعة ودقة عملية طوفان الأقصى وتحقيق أهدافها ، وظهور حالة الارتباك وتهاوي الكيان الإسرائيلي سياسيا وعسكريا شكل صدمة أخرى للإدارة الامريكية ، وخلخلت نظريات القوة والتفوق العسكري لإسرائيل التي تعتبرها أمريكيا شرطي المنطقة الأمريكي. فكانت الفاجعة التي هددت قدرة الدولة العظمى على الاستمرار في الهيمنة على المنطقة وحماية مصالحها .

سقطت أمريكيا أخلاقيا وهي تمارس معايير الإنسانية وحقوق الانسان بإزدواجية مقيته للتضع نهاية للصورة المزيفة التي ساقتها على العالم عبر مئات السنين كزعيمة مناصرة للسلام العالمي والإنسانية وحقوق الانسان

فأين ناصرة العدالة وحقوق الانسان أمام مئات الالاف من الجرحى والمصابين الذين لم تتركهم الدولة المتوحشة (إسرائيل ) أن يعيشوا آلامهم بلا دواء ولا علاج ، بل لاحقتهم لتقتلهم وتقطعهم أشلاء وهم على اسرة علاجهم بالمستشفايات . ؟؟!!

 

سقطت أمريكيا وهي تطلب من مصر استقبال الفلسطينيين لتكرر جريمة التطهير العرقي ، ولتربت على يد إدارة إسرائيل تشريد السكان من بيوتهم وحرمان الأطفال من منازلهم ؟! لم تراع أمريكيا مواقف حلفائها في المنطقة ولم تحسب ابعاد ما فعلت لدى العالم الإسلامي ولم تلتفت الى القوانين والأعراف الدولية بل ضربتها بعرض الحائط ، وقادت نفسها سيناريو التحالفوأجبرت الأحزاب على تشكيل حكومة الحرب الإسرائيلية ؟ .

هزمت إسرائيل ولن نغير هذه العبارة بمعناها العميق ، مهما فعلت ودمرت وقتلت ، فالواقع تغير، وإدارة إسرائيل تعرت رغم كل محاولات ستر العورة وكل تلك الشحنات العسكرية الامريكية .

فنحن ندرك أن وجود إسرائيل في المنطقة يعني حماية المصالح الامريكية في المنطقة ـ وأن دور إسرائيل هو الهيمنة على الشرق الأوسط لتمنع امتدادات دول أخرى ، من التسلل والمشاركة في هذه المصالح العظيمة. كما حصل بالتقارب العربي الصيني والروسي والانظمام الى مجموعة بركس التي تمثل مستقبل الطرف الند للقوى الأمريكي المعروفة .فإسرائيل يجب أن تبقى ضابط الإيقاع الحقيقي الذي لا يتم الا بتوفر عناصر التوق والقدرة العسكرية والنموذج المنفرد. القناعة الامريكية ببدء مسيرة انفلات الحلفاء لصالح تحالفات أخرى منافسة.والتهديد باخراج المنطقة من الهيمنة الامريكية وفقدان السيطرة عليها وخاصة في ملفات الطاقة والاقتصاد العالمي . والممرات الجيوسياسية ، والذي تجذر بعد انظمام كل من ايران والسعودية ،والامارات،ومصر وتركيا وغيرها ، الى التحالف الخطير (بركس). خاصة وان أمريكيا ادركت التململ الاروبي من توريطها في أكرانيا وإحساسهم بالخديعة من حليفتهم أمريكا . وانهم امام اكذوبة اساءت لشعوبهم ولامنهم واقتصادهم وهددت العالم من جديد

 

تعاضمت قناعة البيت الأبيض بحتمية المحافظة على اسرائيل وتدعيم موقفها والمحافظة على وجودها باعتباره استراتيجية حتمية لوجود أمريكيا حاضرة في المنطقة ، وهذا ما يؤكده بايدن بالقول ، “لو لم تكن إسرائيل موجودة لاوجدناها” .