الرئيسية / كتاب الموقع / نساء من الجنة

نساء من الجنة

بسام السلمان

يهبطنَّ من الجنة الى الارض، يعانقن ما تبقى فيها من كرامة وشهامة ورجولة ثم يعدن الى هناك يحملن في احضانهن رجالا صدقوا الله فصدقهم الوعد واطفالا حلموا بان يكبروا ليلتحقوا بالركب، نساء كل همهن الرباط وزرع الشجاعة والموت في سبيل الله وحماية الارض في صدور الاجنة قبل ان يولدوا، لانهم ربما يرفعون الى السماء قبل ان يولدوا تحملهم اكفان نسجتها الملائكة وغسلتهم بالمسك حتى فاح  عطرهم وغطى سبع سموات وسبع اراض ملوثات بالجرائم والعنصرية والخبث والقتلة، شعارهم ” انه اذا ذهب الى هناك فلن يعود الى هنا انما سيعود الى الجنة.

رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

نساء يزرعن في صدور وعقول اطفالهن قول الله سبحانه وتعالى”إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون”.

وتمشي احداهن بين جموع مشيعين يزفون ابنها شهيدًا يرددون “خلي الشهيد بدمه.. ألف تحية لأمه” ويواسون صبرها بعباراتٍ أخرى “يا أم الشهيد نيالك.. ياريت إمي بدالك”. وتصل احداهن إلى نعشه، وتلقي نظرة وداعٍ على كفن ابنها وتضع النعش على كتفها وتمشي معهم متماسكة صابرة، تزفه عريسًا وتحنيه بدموعِ عينيها، في لحظةٍ استمدت فيها تماسكها من ارض غزة، ثم ترفع بندقيته في يدها للأعلى وكأنها تجدد مع المشيعين عهد المقاومة، وتسلمهم راية لطالما رفعها ابنها الشهيد.

نساء نزلن من الجنة يكررن هذه المشاهد كثيرا، أمهات شهداء وزوجات شهداء وشهيدات ايضا، يتنازلن عن احب ما على الارض على قلوبهن لآجل فلسطين والقدس والاقصى
ويدركن أن ثمن الحرية غالٍ.

وللعلم فقد قدمت أمهات شهداء فلسطين بطولات وصورا من الثبات والصمود تنحني لها الهامات فخرا وحبا واعتزازا. وشاركن في الشهادة في معركة طوفان الاقصى الاخيرة وارتقى منهن الى السماء عائدات الى مكانهن الاصلي ضحايا عدوان قوات الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية، منذ 7 من تشرين الأول  1024 شهيدة حتى تاريخ كتابة هذا المقال 24 / 10 / 2023.