الرئيسية / كتاب الموقع / الخروف ب 232 مواطن ونص

الخروف ب 232 مواطن ونص

بسام السلمان
اتفق زعماء مكان ما على توحيد الامة في دولة واحدة يطلقون عليها اسم ” ولايات المنطقة المتحدة ” وقبل ان يتم التوافق على الاسم ونظام الحكم والانتخابات والمجالس المحلية والاقليمية اقترح احدهم ان يتم قبل كل شيء الاتفاق على اسم عمله موحدة تجمع ابناء الدولة الجديدة حتى لا يعودوا ينقسموا بدلا من 22 دولة الى 44 دولة، واقترح احدهم ان يتم تكليف وزراء الخارجية بحضور وزراء الاقتصاد والمالية بالتفكير وإصدار عملة نقدية موحدة تكون بداية لاجماع الامة والاتفاق على الوحدة في دولة واحدة نظامها السياسي واحد والاقتصادي واحد وشعارها وعلمها وحدودها ومجلس نوابها.
بعد اشهر من الاجتماعات المفتوحة والتي طالت وكانت مستمرة قرروا ان يطلقوا على العملة بدلا من الدينار والدرهم والريال والليرة والجنية والدولار اسم ” مواطن ” وقرروا ان تكون الفئات الورقية ” فئة المائة مواطن وخمسين مواطن وعشرين مواطن وعشرة مواطن وخمس مواطن ومواطن واحد” اما العملة المعدنية فاتفقوا ان تسمى” نصف مواطن وربع مواطن”.
عرضوا مشروعهم خلال القمة على الزعماء الذين رحبوا بالاسم، الا ان احدهم قال “قبل ان نعلن الدستور الموحد وطريقة اختيار رئيس الاتحاد والدولة ورعملية انتخاب مجلس نواب وتعين رئيس وزراء علينا مراقبة الاسواق من قبل اجهزة المخابرات المختلفة لنعرف مدى تقبل الناس للعملة الجديدة وبعد شهر واحد نعود للاجتماع في قمة ثالثة ونستمع لتقرير مفصل عن الوضع بالاسواق.
وبعد مدة شهر يا سادة يا كرم وفي موعد القمة الثالثة تم التوافق على احد وزراء المالية ليقدم موجزا للزعماء عن وضع العملة الجيدة في الاسواق وبعد البسملة والتحية والتمجيد لفخامة الحضور قال:
تراوحت رواتب الموظفين في القطاعين العام والخاص في المتوسط 1000 مواطن لكل موظف، منها 150 «مواطن» اجرة المنزل و123 « مواطن » قسط السيارة للبنك
و70 «مواطن» بدل ملابس العيد للزوجة والاولاد، اما الزوج فقد اكتفى بمواطن ونصف ثمن جوز جرابات عن البسطة و 100 «مواطن» للماء والكهرباء و300 « مواطن» مصروف لاخر الشهر و 50 “مواطن ” بدل شحن تلفونات.
ومن خلال تحرياتنا الدقيقة اكتشفنا ان الناس في دولة الولايات المتحدة تحت التأسيس بدأوا يتذمرون ويطالبون الحكومة بزيادة راتب الموظف “100 مواطن »
لمواجهة غلاء المعيشة لان قيمة ” المواطن ” انخفضت كثيرا ولم تعد كما كانت قبل حرب غز..ة.
وقال الوزير استطعنا ملاحظة ورصد الاعلانات بالاسواق والتي كانت كالتالي:
«غسالة أتوماتيك بـ100 مواطن يابلاش»…
«شاشة 52 بوصة بـ300 مواطن فرصة لاتعوض»!
وايضا تم رصد اسعار ملابس النساء الداخلية وكانت ارقام خيالية من المواطن…..
ونسيت ان اشير الى ان احد السكان ذهب الى سوق الاغنام لشراء خروف للأضحية فأخبره البائع بأن الخروف يساوي 234 مواطن ونص.
بعد ان انهى معالي الوزير ملاحظاته المالية قرر الحضور العودة كل الى دولته حتى لا يصبح ثمن قميص النوم 350 مليون مواطن بعد ان تنخفض قيمة المواطن في سوق العملة والبورصة المحلية والعالمية.
ملاحظة” اخي القاريء بإمكانك وضع اي اسم للعملة بدلا من “” مواطن “” حسب تقديرك وفهمك للأمر.
بتصرف