الرئيسية / كتاب الموقع / عشية انعقاد القمة

عشية انعقاد القمة

المهندس بسام ابو النصر

تأخرت كثيرًا وأتت على إستحياء، ولم يدرُ في خلد النظام العربي أنه هو المستهدف، فالكيان المحتل يخطط لمئات الأعوام، والغرب لا يسرهم روح المقاومة التي تجاوزت الأنظمة، وإذا استثنينا الاردن وقيادته والحراك الحزبي والشعبي في الشارع الأردني الذي أسس لمواقف متقدمة على صعيد الطلب من سفير الكيان المحتل عدم العودة، وللسفير الاردني بالحضور، وفيما تبقى من مواقف الا من رحم ربي، اكون القمة اخر ما تبقى للنظام العربي من القيام به في وجه طغيان المحتل وأعوانه الذين لولا وقوفهم الحقيقي لكان لهذه المستعمرة الصهيونية الباغية، ان تكون في مهب الريح، وقد أثبتت حماس والجهاد الاسلامي بهجومهم على مستعمرات غلاف غزة أن هذه الدولة صنيعة الغرب، ولولا دعم الولايات المتحدة لما استطاعت أن تجابه بضع الاف من المقاومة الفلسطينية، وهذا يثبت أيضًا ان التقاعس الفلسطيني الرسمي والصمت العربي قد أعاد القليل من بقاء هذه المستعمرة، وكان يمكن بالقليل من المواقف المتعلقة بقطع العلاقات نتيجة هذه المجازر التي ترتكبها الة الموت الصهيونية، والة الدمار التي لم تبقِ على بنية تحتية صالحة لمليوني مواطن فلسطيني استشهد منهم ما يزيد عن عشرة الاف معظمهم من الاطفال والنساء، وتحت نظر العالم المتحضر والنظام العربي الذي وقف صامتًا غير خجول مم ستتحدث به الاجيال، وما سيكتبه التاريخ، وبماذا سنجيب على اجيال قادمة فقدت اهلها أو ابناء وبنات فقدوا اشقاء وأبناء وأمهات، وهل ما ستخلفه الة الدمار الصهيونية بحق أهلنا في غزة ومدن الضفة الغربية، وحتى في نفوس الاجيال التي راقبت عبر وسائل التواصل وأجهزة التلفاز، هل سيكون بمقدورنا أن نضبط سلوكهم بحق الحضارة الغربية وكل من وقف الى جانب المعتدي، كيف لهذا الغرب ان يدعي ثانية بحقوق الانسان وحقوق الطفل والنساء.

وعودة الى القمة التي ستنعقد خلال الساعات القادمة لبحث حجم الموت في غزة وحجم الدمار، وكيف للقادة ان يتحدثوا عن شركاء الدم والتاريخ والدين في غزة، من سحقتهم طائرات العدو ودباباته، وكيف لنا ان نخجل أمام شعوبنا، وأمام التاريخ الذي لن يرحمنا حين ينتظر من بين ظهرانينا من يستعد لانتهاء حماس حتى يكون له دور في حكم غزة وحماية المستعمرة الصهيونية من هؤلاء المقاومين الأشداء، كيف لنا أن نساوي بين الجلاد والضحية، وهل سنتذكر ما ورد على لسان الملك عبدالله الثاني حين حذر وقبل حلول طوفان الاقصى، ان المنطقة تغلي وستنفجر إن لم يكن هناك حل، كيف سكت العالم على إرهاب هذه المستعمرة بجيشها المصطنع ومستوطنيها المجرمين بحق شعبنا الاعزل في الضفة وغزة، وكيف لهذا العالم ان يتبجح بالقانون الدولي حين يطلب من الة الموت لدى هذا المحتل ان لا تتجاوز القانون الدولي بحق المدنيين، اليس ما يقوم به هذا المحتل هو ضد القانون الدولي منذ ٧٥ سنة، كيف سيتحدث قادة النظام العربي خلال الساعات القادمة فيما يتعلق بتساوي الحق بين مجرم يصب جام ناره على مستشفيات ومدارس للبحث عن رهائن أُخذوا من بيوت اقيمت على أرض ليست لهم، ويأتون من كل دول العالم بحجة أنهم يهود يعودون الى الأرض التي وعدهم الله بها، الا يفطن قادة النظام العربي أن فلسطين هي أرض كنعان، وأنها سُكنت من قبل العرب ” مسلمين ومسبحيين ” منذ فتحها من قبل الخليفة عمر بن الخطاب وبرضى الدولة الرومانية، قبل ١٤٠٠ سنة، كيف سيرضى المستعمر الاوروبي ان تقوم جماعة من الهنود الحمر باستعادة بلادهم وطرد الامريكي الذي استعمر بلادهم منذ اقل من ٥٠٠ سنة، كيف سيقبل سكان استراليا ونيوزلندا ان يقبلوا ان ياتي مواطنون اسيويون للعودة لبلادهم التي أُحتلت من قبل المستعمر الاوروبي، كيف يكون الحال مع مواطن صهيوني يأتي من الشتات باقتطاع الأرض في فلسطين من ساكنها العربي الكنعاني، الذي صار عربيًا صرفًا بعد الفتح الاسلامي، وكيف لنا في نظامنا العربي ان نظن ولو لحظة بالسردية الصهيونية التي تقوم على حق الصهاينة لاسباب دينية فقط.

على النظام العربي ان يكون جاهزًا في مقاومة سردية هذا النظام المحتل، وعلينا ان نغير مفهموم الدولة التي لا تقهر، حيث قهرها ابطال شجعان ما زالوا متمسكين بالشجر والحجر، وبالارض والمقدسات، وأن الصبر كان عنوان المقاومة، حين كان الظلم هو عنوان المجابهة من هذا المحتل المغتصب.

يا فتية الجزيرة والشام والعراق وكل أرض تؤمن بالحق الفلسطيني على كل فلسطين، تريثوا فأن وقوفكم ولو بالقليل مع هؤلاء الابطال الذين يقاومون بلا غطاء ولا دبابات، قوة تدعمها قوى عظمى قد استطاعت الصمود وما زالت تلحق بالعدو هزائم تلو هزائم، واليوم نطالبكم فقط بما يقوم به الاردن، ان حماس فكرة والقكرة لا تموت، وان الدولة الفلسطينية يجب ان تقوم لوقف النزيف، كما يقوم به جلالة الملك عبدالله في المحافل الدولية التي بدأت تأخذ موقفا مناصرا للحق العربي في فلسطين.