الرئيسية / كتاب الموقع / تعريب قيادة القوات المسلحة

تعريب قيادة القوات المسلحة

تعريبُ قيادةِ القوّاتِ المُسلّحةِ الأردنيّةِ – الجيشِ العربيِّ درّةٌ على جبينِ الوطنِ بقلم: الدّكتور عماد زاهي نعامنة       ما أجملَ أنْ نحتفي بظلالِ الذّكرى الثامنةِ والستّينَ للقرارِ الملكيِّ الهاشميِّ الشجاعِ لتعريبِ قيادةِ القواتِ المسلّحةِ الأردنيّةِ – الجيشِ العربيِّ، لنُحيّيَ القابضينَ على جمرِ الحياةِ الكريمةِ وثرى الوطنِ الهمامِ، هاتفينَ: سلامٌ على جنودنِا البواسلِ، سلامٌ على ذوي الجِباهِ السُّمْر، والسّواعدِ الأبيّةِ… سلامٌ على رافعي هاماتِ المجدِ الأُباةِ الصّناديدِ الأشاوسِ، فرسانِ السّلاحِ وفوارسِه وحمائمِ السّلام وودائعِه، حامِلي لواء الحِمى، قُرَّةِ عيونِ النشامى، ورُوّادِ الوغى يومَ تدورُ الرّحى، ولحظةَ يشتدُّ الوطيسُ، حينَ يزأرونَ زئيرَ الأسودِ، فتُدَوّي جلباتُهم في سماءِ المجدِ وتزيدُ.        يا حفدةَ هاشمٍ وخالدِ بنِ الوليدِ وصلاحِ الدّينِ الأيوبِيِّ بسالةً وعزّةً وأنفَةً، نشدّ على أياديكُم فردًا فردًا، ونقبِّلُ الأرضَ تحتَ أقدامِكم، وننحَني إجلالًا وإكبارًا لرسالتِكم المُصْطَفيّةِ (المصطفويّة) النّبيلةِ… نُحيّيكُم  تحيّة الأشرافِ والنّبلاءُ أيُّها الرّجالُ الرّجالُ القائمونَ منكم على خدمةِ رسالتِه، ومَنْ سلّموا الرايةَ لِمَنَ بعدَهم ليكونوا الجيشَ الرّديفَ لرفاقِهم، مُقدِّرينَ أولئكَ الأسودَ وشُمَّ الأنوفِ الّذين قضَوْا نحبَهم لينضمّوا إلى قوافلِ شهداءِ الشرفِ والبطولةِ والكرامة والفِداءِ، مستمطِرينَ لهم ربّ العزّةِ شآبيبَ الرحمةِ وأديمَ المغفرةِ.      تراهُم يزأرونَ فيبتسمُ الوطنُ بودٍّ وتحنانٍ، تسهرُ قلوبُهم قبلَ جفونِهم فيرقدُ الأنامُ بأمنٍ وأمانٍ، تقطرُ جباهُهم عرقًا حبّاتٍ لا أعزّ ولا أنبلَ، كأنّها الجُمانُ المنضّدُ فتزهرُ الأرضُ شَغَفًا وتَخْضَرُّ الرُّبا مجدًا، في الوقتِ الّذي تغدو فيه طوفانًا وبركانَ عنفوانٍ فتميدُ من بأسهم الرّواسي تحتَ أقدامِ مَنْ تسوِّلُ لهُم أنفسُهم الشُّحُّ المساسَ بأمنِ الوطنِ وسيادتِه… كيفَ لا، وقدْ نذروا أرواحَهم وحياتَهم بأنْ يبرّوا بقسمِ شرفِ الجنديّةِ بكلِّ أمانةٍ وإخلاصٍ ووفاءٍ.         حَرِيٌّ بنا، ثمّ حرين بأسهم مُفوانٍ مُزلزلينٌَّ، أنْ نرفعَ أياديَنا لنزجيَ التّحايا عابقاتٍ بالمجدِ والطيوبِ لكلّ جنديٍّ رابضٍ على جمرِ العزِّ والفخارِ على امتدادِ الوطنِ، وفي خلدِه أنوارُ رسالةِ الثورةِ العربيّةِ الكبرى، وراحتاه عامرتانِ: أولاها تقبضُ على الزّنادِ والنّارِ، وأخراها بستانُ محبّةٍ وسلامٍ تسرّ الناظرينَ. ولسانُ حاله يردّد:           سأحملُ روحي على راحتي      وألقي بها في مهاوي الرّدى           فإمّـــا حيـــاة تســــرّ الصّــــديق         وإمّــا ممـات يـغيــظ العـــدا       وطوبى للقيادةِ الهاشميّةِ الحكيمةِ، رمزِ الجيشِ العربيِّ المُصطفِيّ (المصطفويّ)، وصُنّاعِ عروبةِ جيشِنا المظفّرِ الّذي غدا قصيدةَ وطنٍ وأنشودةَ أمَّةٍ وملحمةً إنسانيّةً ضاربةً جذورُها في أعماقِ النّدى والثرى، ومشرئبّةً أعناقُها في عُلَيّات السّما تطارحُ سُهَيْلًا والثّريّا.      فلْتباركِ، اللّهمَّ، جيشَنا المغوارَ، وتحفظْ قائدَه الأعلى جلالةَ الملكِ عبدِ اللهِ الثاني ابنِ الحسينِ مَلاءَةَ عزٍّ وفخارٍ، إذْ ما يفتَأُ، وعلى يمينِهِ وليُّ عهدِهِ الأمينِ الُحسينِ حفظَهما اللهُ ورعاهُما، يخطُّ نهجَه مُتَرسِّمًا كلَّ حرفٍ نورانيٍّ منَ الخطابِ السّياديِّ التاريخيِّ الّذي صدحَ بهِ جلالةُ المغفورِ لهُ الملكِ الحسينِ بنِ طلالٍ -طيّبَ اللهُ ثراهُ- مخاطِبًا جيشَنا العربيَّ الأبيَّ: ” أيُّها الضّباطُ والجنودُ البواسلُ: أحيّيكم أينما كنتُم، وحيثُما وُجِدْتُم، ضُباطًا وحرسًا وجنودًا، وبعدُ:    فقد رأيْنا نفْعًا لجيشِنا وخدمةً لبلدِنا ووطنِنا، أنْ نجريَ بعضًا منَ الإجراءاتِ الضّروريةِ في مناصبِ الجيشِ، فنفَّذناها متّكلينَ على اللهِ العليِّ القديرِ، ومتوخّينَ مصلحةَ أمّتِنا وإعلاءَ كلمتِها، وإنّني آملُ منكم كما هوَ عهدي بكُم النّظامَ والطّاعةَ.    وأنتَ أيّها الشّعبُ الوفِيُّ، هنيئًا لك جيشُكَ المظفّرُ الّذي وهبَ نفسَه في سبيلِ الوطنِ، ونذرَ روحَه لدفْعِ العادِياتِ عنكَ، مستمِدًا منْ تاريخِنا روحَ التّضحيةِ والفداءِ، ومترسِّمًا نهجَ الأُلى، في جعْلِ كلمةِ اللهِ هيَ العُليا، “إنْ ينصرْكم اللهُ فلا غالبَ لكُم””. … وكلَّ عامٍ والوطنُ والمليكُ ووليُّ عهدِهِ الأمينِ والجيشُ والشّعبُ بألفِ ألفِ خيرٍ ووئامٍ ….

 

تعليق واحد

  1. سلم يراعك دكتور ابدعت