الرئيسية / كتاب الموقع / فإنَّما هو جَنَّتكِ ونارك…

فإنَّما هو جَنَّتكِ ونارك…

فإنَّما هو جَنَّتكِ ونارك… الأستاذ الدكتور ناصر نايف البزور هذا منشورٌ قرأتهُ يومَ أمس وراقَ لي بل وأبكاني وذكّرني بالحديث النبوي الصحيح حينَ سأل النبيّ عمّة الحصين بن محصن عن أدائها لحقِّ زوجها عليها… وختمَ النبيُّ بقوله لها: “فإنَّما هو جَنَّتكِ ونارك” فهذا المنشور المُرفَق هو لإحدى بناتنا وتلميذاتنا الفاضلات إذ تُودّعُ زوجها وتبوحُ ببعضِ مشاعرها الراقية النبيلة التي تفيض بالحُبِّ والوفاء والإخلاص والمودّة التي ينبغي أن تكون ظاهرةً بين الزوجة الصالحة وزوجها كما عَلّمنا رسول الهُدى، عليه الصلاة والسلام، في عشرات الأحاديث الصحيحة طوال فترة حياته مع زوجاته… وذلك من قوله عليه السلام عن خديجة “إنّي رُزِقتُ حُبّها”؛ مُروراً بحديث رقص الأحباش في المسجد وإطالة عائشة للنظر والإتّكاء على منكب النبي وتعليلها لذلك بقولها: “لأنظرَ منزلتي عِنده”؛ وانتهاءً بآخر لحظةٍ وهو يَحتضر،صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، حيثُ طلبَ مِن جميع أصحابه وأقاربه مغادرة الغرفة لينتقلَ إلى الرفيق الأعلى ورأسه على نَحرِ عائشة، رضي اللهُ عنها… وهذا هو معنى المودّة والسكينة والرحمة التي ذكرها اللهُ عزَّ وجلّ في قولهِ تعالى في الآية الحادية والعشرين مِن سورة الروم: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” وهذا هو ما تَحملهُ كُلُّ كلمةٍ مِن كلمات هذا المنشور من المعاني السامية وتجلّيات الروابط الروحية والوجدانية المقدّسة بين الزوجة الصالحة وزوجها عندما يَعي ويُدركُ الأزواجُ قداسة هذا الميثاق الغليظ الذي أخذه اللهُ عليهم، كما وصَفَهُ اللهُ في كتابه العزيز…فبيتٌ يَخلو منهُ البوحُ الدائمُ بمثلِ هذه المشاعِر الإنسانية الفيّاضة مِن أحدِ الزوجين هو بيتٌ ماتَت فيه المودَّة وانتكَست فيه السكينة وغابت عنهُ الرحمةُ وأصبحَ قَفراً قَحطاً قاحلاً… لا فَرَّقَ اللهُ بينَ قلبيكما يا ابنتي؛ وباركَ اللهُ لكما وباركَ فيكما وجمعَ بينكما دوماً بخيرٍ ومودّةٍ وسكينة ورحمة…#للعقول_الراقية