الرئيسية / كتاب الموقع / دراسات حديثة أم أحاديث دارسة بالية 

دراسات حديثة أم أحاديث دارسة بالية 

 

الدكتور ناصر نايف البزور

وصلني مِن أحد طلبتي مقطع فيديو لأحد “الدُعاة” الأردنيّين يقول فيه: “هناك دراسة حديثة أجرِيت في أمريكا أثبتت أنّ حوالي 80% من الأمريكان عندما تم سؤالهم عن المادة التي كانوا يُحِبّون أن يدرسوها في الجامعة ولكنّهم لم يدرسوها؛ فكانت المفاجأة هي جوابهم بأنّهم كانوا يُحبّون ويتمنّون لو أنّهم درسوا “مادة تُعلّمهم وتُبيّن لهم مَن هو الخالق ومَن هو الله…”🤔🤔 وقد سألني هذا الطالب عن مدى صحّة هذه الدراسة…🤣🤣 فقلتُ له:

أوّلاً: واللهِ ثمّ والله ثمّ والله لا توجد دراسة في أمريكا ولا في فرنسا ولا في الصومال وصلت إلى هذه النتائج…🤔 ثانياً: لا يوجد مادة في الجامعات الأمريكية حول “مَن هو الله”…🤔 ثالثاً: حتّى لو كانت مثل هذه المادة موجودة جدلاً بهذا المُسمّى، فلن يرغب بدراستها واحد في المليون من الشعب الأمريكي….🤔 فالشعب الأمريكي قد يرغب بدراسة النانو تكنولوجي، أو الإعلام، أو الأفلام، أو اللغات، أو التجارة…إلخ🤔 أمّا مَن هو الله، فهذا ليس مِن بين اهتمامات 99.99999% منهم…🤔🤔

السؤال المهم هو: مِن أين يأتي هؤلاء الدعاة بنتائج مثل هذه الدراسات الوهمية ولماذا يستشهدون بها في أحاديثهم على الهواء…🤔 في الماضي البعيد، كان بعض “عُلماء” الدين يقومون بوضع الأحاديث الدارسة والواهية والمكذوبة على رسول الله ليثبتوا صِحّة وجهة نظرهم…🤔 وفي العصر الحديث، أصبح بعض رجال الدين يُحاولون إثبات وجهة نظرهم من خلال قولهم: أثبتت الدراسات في أمريكا…🤔🤔 وهذه دراسات موضوعة لا تختلف عن الأحاديث الموضوعة من حيث المنهج ومن حيث المقصد…🤔🤔

بالمناسبة، فقد حدّثني زميلٌ قديم، وهو”دكتور شريعة”، كيف كان يفعل وهو يدرس في مرحلة الدكتوراة فقال لي مُتباهياً: “عندما كنتُ أدرسُ بعض المقررات، ويطرح الدكتور موضوع للنقاس ويسألني عن رأيي وأنا ليس عندي أدنى فكرة حول الموضوع، فكنت أقول له: هناك دراسة أجنبية (وأقوم باختراع اسم أجنبي وفبركة بعض النتائج….)…. وتقول هذه الدراسة كذا وكذا وكذا…؛ فيقتنع معظم الحاضرين بوجهة نظري…”🤣🤣🤣 #للعقول_الراقية

تعليق واحد

  1. ما راي الدكتور ناصر من الدراسات الموجودة على شبكة الانترنت والمتاحة للجميع ؟؟؟ مثل
    تشير نتائج استطلاعات الرأي العام في الولايات المتحدة إلى أن معظم الأمريكيين يعتبرون أنفسهم مؤمنين ومتدينين، ففي استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب Gallup في منتصف التسعينيات أعرب 96% من عينة الدراسة عن إيمانهم بالله، كما أن 71% قالوا إنهم منتمون إلى كنيسة أو معبد يهودي، كما أكد 45% من العينة أنهم يمارسون العبادات والطقوس بصورة منتظمة. ما يزيد عن 56% من الأمريكيين يصفون أنفسهم بأنهم بروتستانت، بينما 27 % يعتبرون انفسهم كاثوليكا و2% يهود.
    وتؤيد إحصاءات مؤسسة بيو PEW نتائج استطلاعات الرأي لغالوب Gallup. كما يؤمن معظم الأمريكيين بالوقائع والمعجزات الدينية والتاريخية المذكورة في الكتاب المقدس، مثل قصة الخلق وطوفان نوح وشق موسى البحر بعصاه ومعجزات السيد المسيح وغيرها بصورة حرفية. ويضاف إلى ذلك الإيمان بعودة المسيح ومعارك آخر الزمان خاصة عند الطائفة الإنجيلية. كما يعتقد معظم الأمريكيين في الغيبيات والجنة والنار والأرواح الشريرة وغيرها.