الرئيسية / كتاب الموقع / عندما يرحل الاحبة

عندما يرحل الاحبة

 د/معاويه علي الياسين

الرمثانت

كان كل الاحبة الذين رحلوا شركاء لنا في مائدة الوجود. شُركائنا في الحضور قيد الوجود، ليجعلوا من هذا الوجود فردوسًا جديرًا بأن نحتفي به في بُعده المستعاد. ولهذا السبب لا نخسر في وجودنا في هذا العالم ، كما نخسر عندما نفقد احبة لنا ، لأننا بفقدهم إنما نفقد ثروتنا الأنبل، نفقد معنى وجودنا الذي لا وجود له بغياب اناس استودعناهم ذكرياتنا، استودعناهم ثقتنا، استودعناهم حصيلة ذكرياتنا. وما قيمة حياة نزفت فحوى كانت لنا عزاء في محنة الوجود بضياع ذكرى، هي بكل المقاييس، غنيمتنا الوحيدة في دنيانا، غنيمتنا، لأنها مضمون مسيرتنا، والقطب في وجداننا،فنحن، بوجودنا الروحي، لا نسكن المكان، لا نسكن الزمان، لكننا نسكن ذلك المسمى ،الاب والام والاخ والصديق الرفيق عبر الزمان ،يوم كنا نسرق من الايام احلى لحظاتها،
الواقع أننا لا نزهد في البقاء قيد هذا الوجود أكثر مما ينبغي إلا بسبب هذا النزيف، لأن ليس لنا أن نأمل في طول العمر بأي ثمن ما دام طول العمر رهين القدر المكتوب ، الناجم، عما كتبه الله لنا ، الناجم عن رحيل الأخلّاء، الناجم عن سخاء النزيف الذي خلّفه اولئك لرحلة العمر، وهم الذين عندما رحلوا اخذوا منا، الذخيرة الأكثر حميمية فينا، لتزداد فينا الروح اغترابًا ، بعد أن كانوا قد نهبوا منّا غصبًا فحوى ذاكرة تزداد شُحًّا كل يوم، حتى ابان رحيلهم ولملمة أمتعتهم، سقطنا أمواتًا، حتى في حال تظاهرنا ببقائنا قيد وجودٍ يفقد بهجرتهم المعنى، لأنهم هم مَن كان تلك الفحوى. فهل نفلح في أن نستعيد صورهم فينا،ام بفقدانهم نفقد النصيب الأوفر من أرواحنا. فهل نحتمل نزيف الروح طويلًا؟

تعليق واحد

  1. اخي العزيزي ابو مراد امدكم الله بموفور الصحه والعافيه
    مقاله على وجع القلب وكانها كتبت عن ما يكنه قلبي ووجداني
    نعم
    بغياب الاحبه تفقد معنى وجودنا الذي لا وجود له بغيابهم
    وهم الذين رحلوا أخذوا منا الذخيرة الاكثر حميمية فينا ،لتزداد الروح فينا اغتربا😭
    الله يرحمك يا نظر عيني يا خيي ويرحم امواتنا واموات المسلمين